العاصمة

الخير والشر

0

إيمان العادلى

إنها أجمع آية في القرآن للخير والشر
تلك هي قوله تعالى : ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي
القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ) سورة النحل آية 90
لقد أمر الله فيها بخصال ثلاث من أهم خصال الخير ونهى عن
ثلاث خصال من أهم خصال الشر
فأما خصال الخير فأولها العدل وهو أن يعطي الإنسان كل ذي حق حقه فالمدين يجب أن يؤدي دينه وهذا
هو العدل والغاصب والسارق ظالم لأن كلاً منهما أخذ ما ليس حقه والبائع الذي يكيل للمشتري أو يزنه أقل
مما أتفقا عليه ظالم لأنه لم يعطه حقه والقاضي المتحيز ظالم لأنه أخذ من أحد الخصمين بعض حقه وأعطى
للآخر أكثر من حقه فإن ارتشى بأي نوع من الرشوة فقد أخذ ما ليس من حقه أن يأخذ وهكذا لو دققنا في معنى
العدل وجدناه أساساً لكثير من الفضائل
وهناك نوع آخر من العدل وهو عدل الحكومة مع رعيتها فعليها أن تؤدي للشعب حقه عليها فتجلب له الخير
وتبعد عنه أسباب الشر وتوفر لهم وسائل رقيها من صناع وتجار وزراع وطلبة وموظفين وتشرف على موظفيها
حتى يراعوا مصالح الناس ويؤدوها على خير وجه من غير تأخير أو تقصير أو إهمال وهكذا
والقرآن يطالب بهذا العدل في مواضع منه كثيرة فيأمرك بالعدل مع من تحب ومن تكره ومن هو على دينك أو
غير دينك ،يقول في آية أخرى : ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم
على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )
سورة المائدة آية 8
أي لا يحملنّكم بغضكم لقوم على أن تظلموهم ولا تلتزموا العدل معهم بل العدل واجب إنساني مع من أحببت أو كرهت ومع من وافقك في الدين أو خالفك ومن أجل تقديره لهذا العدل أمر بالوفاء بالعهود مع كل من تعاقد معهم المسلمون من أي ملة أو دين وهذا أسمى ما تصل إليه البشرية
أما الخصلة الثانية بعد العدل فهي الإحسان فإن كان العدل إعطاء كل ذي حق حقه فالإحسان إعطاؤه ما فوق حقه فمن الحق أن تأخذ دينك من المدين فإن رأيته معسراً فعفوت له عن دينك فهذا إحسان وعلى الجملة فإن الإحسان يتطلب الشعور بالعطف على الناس وتقديم الخير ممن يقدر لمن لا يقدر ، فالغني مأمور بإعطاء جزء من ماله للفقير والعالم مأمور بتقديم زكاة علمه للجاهل ، والقوي مأمور باستخدام قوته لمعونة الضعيف وهذا هو ما عبر عنه القرآن بالإحسان وليس مقصوراً على ما يتصوره العامة من وضع يدك في جيبك واستخراج قليل من المال تضعه في يد الفقير بل الإحسان أعم وأشمل هو عطف شامل من أفراد الأمة بعضهم على بعض بل هو كذلك عطف الحكومات على أرباب الحاجات
وخصص الله في الخصلة الثالثة الأقرباء بالإحسان فالإحسان للناس عامة واجب وهو لذوي القربى أوجب فواجب أن يترابط أفراد الأسر ومن أرتباط الأسر ترتبط الأمة

اترك رد

آخر الأخبار