الخداع الاستراتيجي لحرب أكتوبر
إيمان العادلى
” الحلقة الاولي
على مدى طول صراعنا مع العدو الصهيوني ، خُضنا عشرات المعارك ، والالاف الهجمات العسكرية ، في معظمها دائماً كان ينفردُ العدو بالنصر ، ويبقى العربي ذليل سيفه الصدئ ، كانت منتشرة على مسامع العالم ، ان العربي لا يقوى على حمل السلاح ، وان لواء من العدو الصهيوني قادر على هزيمة جيش كامل من العرب ، هذا ما كان يُنشر في الاعوام السابقة ، ولكن كيف استطاع هذا الجيش الضعيف هزيمة ترسانة الاسلحة الصهيونية ”
في سيناء”عام1973م ، لعله لا يخفى علينا ان اسرائيل ، مُنيت بهزيمة ساحقة ، خسرت ” اموال ، واشخاص ، ونفوذ ” ، ولكن اول سؤال يمكن ان يتبادل الى اذهاننا ، كيف استطاع الجيش العربي ” المصري ” ، هزيمة دولة اسرائيل ؟ ، كبف استطاعوا هزيمتها بكل هذه السهولة ؟ ، اسئلة لا يمكن ان تنضب ابدا ، في تفكيرنا ومخيلتنا ، ان الشعب العربي شعبُ جبان ” فكريا ، وعسكريا ” ، وهذا هو الخطأ بعينه ، لقد حاول المحتل ان يصور ، من الجندي العربي على انه لا يمكن الاستفادة منه ، اطلاقاً ، وهذا ما اثبت الزمانُ عكسه.
عام 1973م ، ان اعلان ساعة الصفر ليس بالامر الهين ، لانهم يعرفون قدرات عدوهم ، واسلحته ، ونفوذه ، لذالك وضعت خطة محكمة ، لتضليل اسرائيل ، وتكون تلك القشة التي قضمت ظهر البعير ، استفاد الجيش المصري ، من حليفه الشهير والقوي ” الاتحاد السوفيتي ” ، وقد اخذ على عاتقه ، بامداد السلاح ، للمقاتلين العرب ، ووضع الاقمار الصناعية التابعة ” للاتحاد السوفيتي ” تحت تصرف العرب ، والاهم من ذالك ، انهم وضعوا الاليات الصحيحة ، والخطط المحكمة بالتعاون مع 3 جهات ” الجيش المصري _ الجيش السوري_ الاتحاد السوفيتي ” ، تم وضع ساعة الصفر ، ولكن يبقى السؤال ” كيف سنُزيغ ابصار العدو عن مساعينا ؟” .
كانت الخطة تتقتضي ، بتضليل العدو الصهيوني ، عن طريق نشر اخبار ومقالات تخص الجيش المصري ، على مستوى العالم ” وخاصة الوكالات المشهورة ” ، تبين مدى ضعف الجيش المصري ، وانه لا يمكن له الخوض في غمار حرب يعلم انه مهزوم
(في 11-12-1972 نشرت وكالة ” يو.بي” في بروكسل ، ان ” فقط 40% من السلاح و60% من الطائرات المقاتلة المصرية ، في حالة صالحة للاستعمال ” ، ونشرت صحيفة ” فايننشل تايمز 16-12-1972م” ، ” الجيش المصري غير مستعد بتاتا ، للقتال ، رغم ان بعض الوحدات تطمح لمعاربة اسرائيل ” وتحت عنوان ” الفساد يستفحل ” ، ” لدى الجيش المصري ذخيرة لاسبوع واحد فقط ”
(صحيفة لاستامبا الايطالية 27-1-1973م) ، ونشرت صحيفة ” كورييرا ديلاسيرا ” الايطالية نبأ تقول ” هناك مصادر عسكرية مصرية تعترف علانية ان مصر ينقصها البنزين وقطع الغيار ، وهناك طيار واحد فقط لكل طائرتين ، الطائرة الحديثة الاسرع من الصوت .. مُلقى مثل الحجارة الجامدة ، في التدريبات الاخيرة تحطمت ثلاثون طائرة اسرع من الصوت ” وحتى تكتمل الصورة .
نشرت صحيفة ” فيغارو” الفرنسية 8-2-1972م ، ” فضائح ، مرارة ، استلاب ، في مصر ، ضباط الوحدات المرابطة على قناة السويس يمضون في الجبهة يومين فقط في الاسبوع ، وبقية الوقت يمضونها في القاهرة ، اعتمادا على ادونات مزيفة ، اشتركت في جنازة جنرال مصري ، اشترك فيها عشرات الضباط الكبار ، كثيرا منهم انتعلو احذية رياضية ، وقال لي ملحق عسكري اجنبي ، لم يكن هذا الجيش في أي وقت مضى اكثر مذلة ، لم يعد لديه ناصر ولا السوفييت ولم تعد فيه روح “)(اضواء على الفكر الصهيوني – سميح القاسم – ص117-118)
لم يكونو يدرون ان الخطة تقتضي ان تتظهر للرأي العام ” مدى ضعف الجيش المصري ” لكي تزيغ الابصار عن الواقعة الكبرى ، وايضا ليقنعوا اسرائيل ، ان الجيش المصري غير قادر اطلاقا على خوض أي حرب ، وهذا الذي ادى الى استبعاد أي حرب قادمة ، لعل القارئ ، يسال نفسه سؤال ، هل الصحف العالمية هي وحدها ساعدت الجيش المصري ، على ان يوقع العدو الصهيوني في الفخ ، ام ان هناك اساليب اخرى ؟ ..
…. يتبع أن شاء الله
المصادر
مجلة أكتوبر..