الجينات المصرية … فيها حاجة غلط !!!
بقلم …. سحر شوقي
في كل قواميس الجدعة إحنا كنا متصدرين القائمة ،عدي علينا كتير وقسوة الحياة كانت زمان بتشد عودنا ،عمرنا ما كنا جاحدين ولا أنانيين ،دايما كنا شعب يضرب بيه المثل في الصلابة ولين القلب ،بس الزمن حقيقي غيرنا كتير …
من يومين وانا ماشية في الشارع نادت عليا سيدة سودانية ،صوتها والخوف والقلق اللي كان مسيطر علي ملامحها شدني حسيت إنها في مصيبة وبتحاول تستغيث بأي حد ، سألتها ازاي اقدر أساعدك قالت لي أنا عايزة تليفونك أتصل بيه علي واحدة صديقة تيجي تاخدني ،لاحظت أنها أمية لا تقرأ ولا تكتب ،بالفعل اتصلت علي صديقتها اللي لبت النداء وجاءت علي الفور ،واحضرت معها تليفون جديد ومعه الخط واعطته للسيدة ،وحين شكرتها علي سرعة الإستجابة كان جوابها اننا هنا أخوة وفي غربة ولابد أن ندعم اخواتنا لا نتخلي عنهم بل أضافت أننا هنا الرابطة السودانية نجهز لمن ليس بيت سكن وأثاث والأهم أننا نوفر له عمل حتي يعيش بكرامة ،الحقيقة أبهرني الموقف النبيل لتلك السيدة التي ضربت هي وجميع السودانيين المثل الأروع لمعني التكاتف الحقيقي علي عكس ما رأيته بام عيني حين كنت في الخليج العربي ،حيث تجد المصريين هناك في تنافس ولهاث علي المادة بشكل هسيتري كأنه أله تعمل ،ناهيك عن الأنانية خاصة في مجال العمل فتجد المصري حين يخدم زميل دراسته ويوفر له عمل ، ويبعث له التأشيرة وربما يدفع له ثمن التذكرة حتي ينتشل زميله من المعاناة يكون رد الجميل في اسرع وقت من زميلة أن يقتلعه من عمله لكي يأخذ مكانه،لقد لاحظت في سنوات الغربة العشر التي قضيتها أننا الجنسية الوحيدة التي لاتحب الخير لبعضها البعض فتجد النفاق والخديعة وحب الذات فيروس الغربة المنتشر لدي المصريين إلا من رحم ربي وهم قلة …
لقد جاوب موقف السيدة السودانية علي اسئلة كثيرة واخذني إلي لب المشكلة لماذا نحن هكذا ،لقد تبدلنا تماما
كل إنسان مشغول بذاته وكأنه أصم وابكم وكثيرا لايري ما يدور حوله عامدا متعمدا تغافل رؤية الأخرين خاصة المحتاجين وما أكثرهم ..
يدهشني الشكوي من الزمن وقسوته ولم يفكر أحدنا أننا القساة الحقيقين لقد الصقنا بالزمن تهم لم يرتكب فيها ادني ذنب بل كان هو الشاهد الصامت علي أفعالنا ..
اتمني أن نفيق من غفلتنا أن نعطي الإهتمام لمن حولنا فالايام دول ومن يسبق بالخيرات سيجدها يوما ما أمامه …