العاصمة

الجيتار

0

إيمان العادلى

الحلقة الأخيرة

من ملفات المخابرات المصرية

وفي الصباح استيقظ تاو وكان من المفترض أن يسافر إلي القدس ليستقل منها طائرة إلي هونج كونج ومنها إلي القاهرة ولكنه لم يكن يملك نقود كافية لذلك طلب من الفتاة أن تدبر له المال

وبالفعل وعدته الفتاة أن تفعل ذلك وطلبت منه أن يقابلها في مشرب بشارع قورش ليحصل علي المال ثم يتوجه مباشرة لمكتب شركة العال ليحجز تذكرة السفر

وحمل تاو جيتاره البسيط بحرص أكبر هذه المرة وغادر منزل الفتاة وتجول بعض الوقت في شوارع تل أبيب ثم إتجه إلي المشرب قبل موعده المحدد ب(30)دقيقة واتخذ مائدة في أحد أركانه ووضع جيتاره علي المِقعد المجاور له وأسند عنقه علي ركبته وجلس ينتظر الفتاة

ولكن الرياح لا تأتي دائماً بما تشتهي السفن …فعلي المائدة المجاورة لتاو جلست أسرة يهودية مغربية تتبادل النكات والضحكات بصوت مرتفع لم يُعجب زبائن المائدة المقابلة من اليهود الروس

فاعترضوا علي الأمر بأسلوب فظ استفز المغاربة والذين بادروهم بسيل من الشتائم والسباب ثم قذف أحدهم بصلة أصابت وجه أحد الروس الذين انقضوا علي المغاربة ونشبت بين الطرفين معركة عنيفة

وهنا ارتكب تاو خطأ في مهنته ..بل أكبر خطأ ..فلقد تدخل ليفض النزاع وحاول أن يفصل بين الطرفين فقام أحدهم بضربه بجسم ثقيل علي رأسه فسقط تاو فاقداً الوعي هو وجيتاره

وعندما وصلت الفتاة الإسرائيلية إلي المكان كان ينتشر فيه رجال الشرطة الذين ألقوا القبض علي المتشاجرين وكذلك رجال الإسعاف الذين انهمكوا في نقل المصابين والذي كان من بينهم بالطبع الصيني لي تاو …أما بالنسبة للجيتار فقد اختفي تماماً

وأصيبت الفتاة بالذُعر الشديد وسقط قلبها بين قدميها فهرولت عائدة إلي منزلها ونقلت جهاز الإرسال إلي مكان آخر بعيد ومن هناك أرسلت إلي القاهرة رسالة عاجلة تُبلغ الصقور المصرية فيها أن الجيتار قد اختفي وبداخله كراسة الصاروخ هوك

أما بالنسبة للصيني لي تاو فقد أُصيب بإرتجاج في المخ مع كسر بقاع الجمجمة وقضي في المستشفي حوالي شهر وعندما غادر المستشفي سلمته الشرطة كل الأشياء الخاصة به ولكن لم يعثر أحد علي أي أثر للجيتار ..علي الرغم من أنه تم تسجيله من ضمن ما تم العثور عليه بعد المشاجرة بين المغاربة والروس

ولكن العجيب أن تاو قد عثر ضمن متعلقاته التي استلمها علي تذكرة سفر إلي هونج كونج تحمل إسمه مع تاريخ سفر مفتوح

وبعد (3) أيام بالضبط كان تاو قد وصل بالفعل إلي هونج كونج.. ثم سافر في صباح اليوم التالي إلي القاهرة ..وهناك استقبله اثنان من الرجال بكل ترحاب وأركباه سيارة سوداء انطلقت بالجميع إلي مبني تابع للمخابرات العامة المصرية

وبمجرد أن وصلت السيارة إلي المكان المنشود كان في استقبال تاو صقر مصري بابتسامة كبيرة قائلاً له : مرحباً بك يا بطل …حمداً لله علي سلامتك ..أهلاً بك في أرض الأمن والأمان مصر أم الدنيا

فخفض تاو عينيه في أسف شديد وهو يقول بصوت متقطع : ولكنني …فشلت…في…مهمتي…للأسف

وفي الحقيقة لم يستطع الصقر المصري أن يكتم ضحكته وهو يقول بكل ثقة: لا يمكنك أبداً أن تفشل طالما أنك تعمل يا تاو لحساب المخابرات العامة المصرية ….

وعم الصمت المكان ولم يفهم تاو ما الذي يجري فقد كان يتوقع توبيخ وليس ابتسامة لكنه ظل حذراً من التالي

ثم نهض الصقر المصري ليُبدد ذلك الصمت الرهيب وليجيب علي تساؤلات كثيرة كانت تدور في ذهن تاو الجالس علي الكرسي بدون أي حركة جسدية سوي العينين الموجهتين للصقر المصري الذي اتجه إلي دولابه الخاص به وهو يقول لتاو : في الواقع لدي شئ يخصك هنا يا لي

وبمجرد أن رأي تاو جيتاره وهو في يد الصقر المصري الذي أخرجه من الدولاب ..وثب من مقعده بعنف شديد ليتناوله من يد الصقر وهو يهتف مُتعجباً : إذن فأنتم الذين أخذتوا الجيتار!!!!!؟؟؟؟؟؟

وهنا إزدادت ابتسامة الصقر المصري حتي تحولت لصوت عالي وهو يقول لتاو: لقد احتفظنا به لك يا رجل …ولكننا استعدنا كراستنا من قاعه بالطبع

وهنا فقط ..أطلق تاو ضحكة مرحة تدل علي الارتياح الشديد وهو يقول : كان يجب أن أتوقع هذا …كان يجب أن أتوقعه

وهنا اتسعت ابتسامة الصقر المصري وهو يُرَبِت علي كتفي لي تاو قائلاً: حمداً لله علي سلامتك يا بطل …لقد أديت المهمة بنجاح

وإبان الحديث بين الصقر وتاو دق باب المكتب فأذن الصقر بالدخول بدون أن يسأل من الطارق لأنه كان يعلم جيداً هويته …إنهما عاطف وحسين اللذان دخلا وعلي وجهيهما ابتسامة كبيرة لاحظها تاو مما جعله يُدقق النظر بهما وفجأة هتف قائلاً: لقد رأيتكما قبل المشاجرة بدقائق علي منضدة مجاورة !!!

وتابع تاو وهو يُدقق النظر بعاطف : مستحيل ….!!!! … أنت الطبيب المساعد وقت الحادثة !!!

وفي نفس واحد قال الصقر وعاطف وحسين : ليس هناك مستحيل مع المخابرات العامة المصرية

ثم عاد الصيني لي تاو إلي مقعده ونفسه مليئة بالارتياح وضم جيتاره إليه في سعادة المُنتصرين ثم انطلقت أنامله لتداعب تلك الأوتار التي عشقها طويلاً وهي عزيزة عليه للغاية إنها أوتار لن يُعوضِها ثانية…أوتار بطعم صاروخ هوك

ولنا لقاء آخر مع ملف جديد من ملفات المخابرات المصرية

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

آخر الأخبار