كان لأثر الحداثة تأثيرا مأساوي عقب الثورات التي قامت ضد الكنيسة للمطالبة
بتحرير عبودية الشعب وعبودية أفكاره فلقد أصبحت الحداثة رمزا لفكر جديد ،
نجد تعريفه في بعض الكتب والمصطلحات الأدبية فهي مذهب فكري جديد يحمل جذوره وأصوله من الغرب ، بعيدا عن حياة المسلمين وبعيدا عن حقيقة دينهم ، ونهج حياتهم .
كتب الدكتور عدنان النحوي:
الحداثة إذن من منظور إسلامي عند كثير من الدعاة تتنافى مع ديننا وأخلاقنا الإسلامية ، فهي معول هدم جاءت لتقضي على كل ما هو إسلامي دينا ولغة وأدبا
وتراثا ، وتروج لأفكار ومذاهب هدامة ، بل هي أخطر تلك المذاهب الفكرية ، وأشدها فتكا بقيم المجتمع العربي الإسلامي
ومحاولة القضاء عليه والتخلص منه
وعلى أثره كتب على احمد سعيد والمعروف باسم “أدويس”
إن ظهور الحداثة كان مجابهة للدين فهي ليس لها مصطلح ثابت وفي منبر الحداثة
كل شيء مباح فقد اتت الحداثة بهدم كل ما نؤمن به من تراث ماضينا وللحقيقة ولتنقلب كثير من الصور التي نؤمن بها
تحت مفهوم الحداثة والتحديث
الحداثة وتأثيرها على الأدب/
وهنا ثورة أخرى وأكثر فجاعة واكثرها خطورة عندما شاع مفهوم الحداثة ادبياً
وأظهر كل ما كان خفياً من غموضِ وأسرار، وجعل منه صورة حية نراها ونسمعها.
لقد تعارضت الحداثة مع صور النقد الادبي والشعري لتُزيل اغلب مفاهيمنا الأدبية
وتُبيح فوضى الفكر فوق الصورة الأدبية
قال احد الباحثون إن الأدب يجب أن يُنظر له من رؤية تشكلية وفنية فقط كونها
تعتمد على الخروج عن النمطية وإباحة كل صور الجمال الغير متفق عليها وما لا
يتناسب مع افكارنا وعقائدنا
وذُكر بعض الباحثون الأوربيون إن الشاعر الفرنسي
شارل بودلير كان أول من قدم الحداثة في مجال الأدب، فكانت رسالته تقوم على ا
كل ما هو مظلم، وبائس فكان منظور الحداثة يفوق تخيل العقل له
والسماح لها بارتكاب كل ما يباح للعقل
فعله
بلا معوقات تعرقل مسيرته .. فبعد نشر ديوانه أزهار الشر، مدفوعا بالرغبة في شكل شعري لعرض منتفضات لصور
الجمال النسبية ، وجد بودلير ضالته فيما كتبه
رواد الحركة الرومانسية فكان لتلك الحركة انطلاقة سُميت بالحركة الرومانتيكية وقد نشرها كلاً من الشاعر
ويليام وردزورث وصديقه صامويل
تايلركولريدج
في صناعة المذهب الرومنسي والذي نادى بالخروج عن الاعراض والمعاني القديمة في الشعر وخالفوا بهذا الأدباء
الفيكتوريون والمدراس الكلاسيكية المعروفة
وهو الشكل الذي استوحاه وردزورث وكوليريدج في ثورتهما على جمود الكلاسيكية وكسرها.
وقد بدأ هذا العصر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر باسم النظرية
البودليرية، بحيث يباح تجميل كل ما هو قبيح والافلات من حالة الوجود المشوه.
وظل يتصاعد مفهومها حتى بدأ ظهور الحركة الدادئية
والتي اشاع الشكل الادبي لها بكل ما هو جديد حتى ظهرت بعدها الحركة
السريالية في اشكال الأدب، والفن، والسياسة، والدين. وتصاعدت على بعض الافكار لتصل بنا في اللاواقع ونعترف به
اسلوب ادبي متجدد، وحديث.
وكان ما يلي بودلير في رسالته تلك الشاعر رامبو والذي اعترف بتجديد ذلك المصطلح على كون كل شاعر عليه أن يهرب
ويتمرد ويثور على تراثه وماضيه والغوص في الغموض وليرى ما لا يرى ويسمع
ما لا يسمع ليحوم من حوله لغزا غير مفهوم .
فالحداثة كمذهب أدبي تجديدي قائم على
أساسها الغموض وتقيد معانيه والتخلص من الشكل النمطي السائد له.
وكان لبعض الشعراء نهضة شعرية غير متوقعه
فكان لتلك الحركة اثراً قضى على مفهومنا للمعنى الجمالي للقصيدة العربية
كتبت الشاعرة سهيلة زين العابدين :
أن الحداثة من اخطر قضايا الشعر العربي المعاصر لأنها اعلنت ثورة وتمرد على ا
واللغة واخذت شكلاً غير تقليدي للقصيدة الشعرية العربية.
فكان للحداثة مذهب رمزي لا يستطيع تحديد لغة وقضي على العلاقات اللغوية
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.