العاصمة

الجاسوس الصغير • الطفـل المصـري (صالـح عطيـه) أصغـر جاسـوس فـي العالـم

0

إيمان العادلى
قصه حقيقيه من واقع ملفات المخابرات المصريه عن طفل مصري كان يرعي الأغنام ويقوم بتربية الدجاج في
صحراء سيناء دفعه حبه لبلاده في طريق المخابرات العامة المصريه
واحد من أبطال عالم الجاسوسيه والمخابرات اللذين خدموا وطنهم فـي صمـت
بدأت التفاصيل في العام 1968م بينما تلقي النكسه بظلالها علي الجميع وتعيش إسرائيل في زهو إلحاق
الهزيمه بالجيش المصري وقد إحتلت شبه جزيرة سيناء وأقامت الحصون والمواقع المنيعه بطول القناه وداخل
الأراضي المصرية التي سيطرت عليها
في وقت كانت فيه أيضاً بطولات علي الجانب الآخر
أسفرت عن نتائج باهره كانت في طي الكتمان إلي وقت قريب حتي تم الكشف عنها منها قصة الطفل المصري
(صالح) أصغر جاسوس في العالم صالح كان يعمل في الصحراء علي رعي الأغنام وتربية الدجاج يعيش تحت
ظل كوخ صغير يقطنه هو ووالده (الشيخ عطيه) وأمه (مبروكه) وذلك بالقرب من بئر قليل المياه داخل أراضي سيناء
بدايـة تجنيـد الطفــل :
كانت المخابرات المصريه تفكر في كيفية الحصول على المعلومات من داخل مواقع العدو وكيف تحقق درجه
عاليه من الأمان لمن يؤد هذا الغرض
تولي ضابط المخابرات المصري (سيد كيلاني) المهمه
وذهب لأرض سيناء متنكراً في زي أعرابي إلي أن وصل إلي بئر المياه القريب من منزل صالـح وأسرتـه وأخذ
يتناول جرعات المياه شاهده والد الطفل صالح وكعادة أهالي سيناء ضيافة الأعراب المرتحلين
دار حوار ودي بين الضابط المتنكر في زي تاجر وعطيه والد صالح الذي أقنعه أنه بإنتظار شحنه تجاريه قادمه
إليه بعد أيام إنتهت الجلسه الأولي بتكوين صداقه جيده بينهما
أراد الضابط في باديء الأمر تجنيد الأب ولكن وبمرور
الوقت وإثناء ذلك خطر ببال ضابط المخابرات المصريه فكرة تجنيد الطفل صالح الذي كان يظهر عليه علامات
الذكاء وفكر في تجنيده بدلاً من الأب وتعليمه دروساً في كيفية الحصول على المعلومات من العدو
أخذ الضابط يدرس هذه الفكره مع نفسه أولاً خاصة أنه من الصعوبه الشك في طفل صغير كما أن الطفل نفسه
يحمل روحاً وطنيه رائعه إستشفها من خلال الأحاديث مع أسرة صالح
ظل الضابط كيلاني أياماً معدوده ينفرد بالطفل ويتحدث معه حتي اطمأن إليه وإلي قدرته علي
الإستيعاب فقام بتجنيده
بعدها أجتمع مع والد الطفل وشكره على حسن
إستضافته ثم طلب الرحيل لتأخر قافلته التجاريه أكثر من اللازم وعندما ذهب ليصافح الطفل الصغير إتفق
معه علي اللقاء عند صخره كان قد أطلعه علي مكانها في وقت سابق
الخطـــــــه :
كان اللقاء الأول عند الصخره لقاءً عاصفاً تأخر فيه الطفل عن الموعد واعتقد الضابط أن جهده قد ضاع
ولكن جاء صالح يبرر تأخيره بأنه اختار الوقت المناسب حتي لا يراه أحد كان الطفل الصغير يدرك أن مهمته
صعبه ودوره خطير وأن حياته أصبحت معلقه علي أستار أي خطأ يحدث
تلقى الطفل بعض التعليمات والإرشادات التي تجعله في مأمن وكان قد خطط الضابط لفكره تسمح لصالح
بالتجول داخل مواقع الإسرائيليين بحريه كامله وكانت الفكره تتلخص في بيع بيض الدجاج الذي يربيه صالح
حيث سيقوم ببيع البيض للجنود الإسرائيليين
تمت الفكرة بنجاح وبدأ الطفل يحقق صداقات داخل
المواقع ومع الجنود قد كان طفلاً مهذباً وبائعاً أميناً في نفس الوقت كان يبيع ثلاث بيضات مقابل علبه من
اللحوم المحفوظه أو المربي
داومت المخابرات المصريه علي الإتصال به وتزويده بما
يحتاج من البيض لزيارة أكبر قدر من المواقع الإسرائيليه
بعد شهر تقريباً بدأت مهمة الطفل في جمع المعلومات بطريقه تلقائيه من خلال المشاهده والملاحظه فقط
وبعد أشهر معدوده جذب عدداً من الجنود لصداقته فكان يجمع المعلومات بطريقته البريئه من خلال
الحديث معهم
كان في كل مره يحمل مجموعه قليله من البيض يبيعها ثم يعود إلي منزله يحمل مجموعه أخري إلي موقع آخر
تعود علي المكان وتعود عليه الجنود حتي أنهم كانوا يهللون فرحاً حينما يظهر
مع الأيام إستطاع الطفل صالـح التجول بحريه شديده داخل مواقع العدو حتي بدون أن يحمل معه البيض كان
يتعامل بتلقائيه شديده وبذكاء مرتفع يجعله يستمع لما يقولون وكأنه لا يفهم شيئاً وما أن يصل إلي الضابط
حتي يروي له بالتفاصيل ما سمعه من الجنود وما شاهده في المواقع بدون ملل
أهـم المعلومـات :
بعد أربعة أشهر بدأ حصاد الطفل يظهر في صورة
معلومات حقيقيه لقد استطاع بالفعل أن يقدم للمخابرات المصريه ما تعجز عنه الوسائل المتقدمه
وتكنولوجيا التجسس فقد نجح في التعرف علي الثغرات في حقول الألغام المحيطه لأربعة مواقع مهمه تحوي
المدافع الثقيله ومولدات الكهرباء وخزانات المياه وحصل علي بيان تفصيلي بغرف الضباط وأماكن نوم
الجنود وأعداد الحراسه الليليه حتي التفاصيل الدقيقه عن الأسلاك الشائكه التي كان يستطيع رسمها
مع تعليمات ضابط المخابرات إستطاع صالـح التمييز بين أنواع الأسلحه وأعدادها وأماكن تخزينها
لقد ظل صالح يسرد للمخابرات ما يحدث داخل المواقع من كبيره وصغيره وبناء علي ما تجمعه المخابرات منه
ترسم الخطط المستقبليه لكيفية الإستفاده القصوي من تلك المعلومات مع ضمان حماية البطل الصغير صالح
كثيرا ما كان يتعرض صالح أثناء إحتكاكه بالجنود للمضايقات والشتائم وأحياناً الضرب من بعضهم وكان
ضابط المخابرات (كيلاني) يخفف عنه آلامه ويبث فيه روح الصبر والبطوله كما كان أصدقاؤه أيضاً من الجنود
الإسرائيليين يخففون عنه وينقذونه من تحت أيدي وأقدام زملائهم
خلال ذلك قامت المخابرات العامه بإختبار صالـح في عمليه هامه نفذها بدقه عاليه حيث تم تزويده بقطع
معدنيه صغيره تم تدريبه علي كيفية وضعها في غرف قادة المواقع التي يتردد عليها وطريقة لصقها من الوجه
الممغنط في الأجزاء الحديديه المختفيه كقوائم الأسره وأسقف الدواليب الحديديه
وبواسطة هذة القطع المعدنية تمكن ضباط الجيش المصرى من التنصت على كل ما يدور داخل المواقع
الاسرائيلية وكذلك داخل حجرات القيادة بل تمكنوا من سماع اوامر القتال التى صدرت للجنود الاسرائيلين
اللذين كانوا يتحصنون ى بعض مواقع خط بارليف فى اثناء الاشتباك الفعلى لحرب اكتوبرفى
كما تمكنوا عن طريق تلك القطع المعدنية من التاثير فى نفوس الجنود الاسرائيلين اللذين تحصنوا فى تلك
المواقع واغلقوا على انفسهم المداخل والابواب منتظرين وصول النجدة
حيث أقنعهم الضباط المصريين أنه لامفر الا الاستسلام
وحدث ذات مرة فى أحد المواقع أن رفض الجنود
الأسرائليين الأستسلام والأنصياع للأوامر من الضباط المصريين من خلال تلك القطع المعدنية التى ثبتها
صالح تحدث الضباط المصريين بالعربية والانجليزية والعبرية والجنود الأسرائليين لم يستسلموا فأكتشف
الضباط المصريين السبب ان تلك الكتيبة لا تتكلم ألا الفرنسية
ومن ثما طلبوا من ضابط مصرى يدعى كامل ان يطلب منهم باللغة الفرنسية الأستسلام وفعلا أستجاب له
الجنود فورا
اما أخر عملية نفذها صالح كانت فى منتصف شهر
سبتمبر عام 1973م أى قبل الحرب بأسبوعين حيث أشتبهت المخابرات المصرية فى أن الأسرائلين أقاموا
حقل الغام شمال شرق موقع ( الجباسات –سيناء )كان هذا الأشتباه ناتج عن تغير الصور التى التقطتها طائرات
الأستطلاع المصرية ولكن خبراء الجيش المصرى لم يتمكنوا من أعطاء راى حاسم فى هذا الشان
وكان راى الخبراء المزيد من الطلعات الأستكشافية حول هذا المكان ألا أن المخابرات المصرية رفضت
بشدة هذا الرأى حيث كانت ترى أن الحرب على الأبواب ومزيد من الطلعات قد يلفت أنتباه قادة الجيش الاسرائيلى ومن ثم عهد بتلك المهمة الى صالح
وهكذا تحرك صالح بزوج من الماعز الى المنطقة المحددة ووقف فوق بقعة عالية وأخذ يراقب زوج
الماعز وهى تتجول وكلما توقفت كان يرميها بالحصى وهو فيها ليستحثها على التوغل نحو الهدف المطلوب للتأكد منه
وفجاة أنفجر لغم من نوع الشرانبل الخطير فشطر أحد ( زوج الماعز ) شطرين اما الأخرى فانقلبت على أحد
جوانبها من تاثير الأنفجار وبينما كانت تحرك ارجلها فى محاولة بائسة فى النهوض أنفجر لغم أخر ليشطر راسها
عن جسدها ويقذف به لمسافة عشرين مترآ
وبكى صالح من هول المنظر وهو يدلى بتقريره لضابط
الأستخبارات المصرى الذى وعده بانه سوف يعوضه عن ذلك الزوج من الماعز
لكن الرائد كيلانى أخبره انه مسالة بقائه هو وأسرته أصبحت مسالة وقت ليس ألا فقبل قيام الحرب
بأسبوعين صدرت الأوامر بنقل صالح وأسرته الى القاهرة على وجه السرعة وفى سرية تامة وذلك حتى
لاينتقم الأسرائليون منه ومن أسرته فى حالة اكتشاف أمره بعد الحرب
وأراد صالح أصطحاب الدجاجات التى كانت فى المنزل معه ولكن الضابط كيلانى رفض لعدم حدوث جلبة
وأمره هو ووالده وأمه بالتوجه الى نقطة معينة سيتم اللقاء فيها ثم قام الضابط بذبح الدجاجات العشرين
وبالفعل نقل الى القاهرة ثم الى قرية ابو الكوم حيث قابل الرئيس السادات الذى أمر برعايته والعمل على متابعة تعليمه
ومن الغريب ان أول طلب من صالح من الرئيس السادات هو ( زوج الماعــز وعشرين دجاجة ) بدلا من
التى فقدها
وهكذا وفى 9/اكتوبر/1973 وبينما العالم كله يتابع باهتمام أخبار الحرب المجيدة
كانت هناك سيارة تابعة لجهاز المخبارت المصرية تحمل ( زوجين من الماعز وعشرين دجاجة ) فى طريقها الى
المنزل الذى قامت المخابرات المصرية بتوفيره للبطل صالح
الذى تدرج فى تعليمه فيما بعد والتحق بالمجال
العسكرى وبعد تخرجه من كليته العسكرية كانت هدية مصر له ان ألتحق بالعمل كضابط فى جهاز ( المخابرات العامة المصرية )
حفـــــــــظ الله مصر وأبناءهــــا المخلصيــــــن
كتاب صفحات من تاريخ الجاسوسية

اترك رد

آخر الأخبار