العاصمة

الثور المجنــح إيمان العادلى

0

الثور المجنــح
إيمان العادلى
الثور المجنح رمز الحضارة العراقية الآشورية القديمة ومن روائع الاعمال الفنية الخالدة في العالم القديم
اسمى الاشوريين الثيران المجنحة (lamassu – لاماسو) وفي اللغة السومرية (lamma) اي الملاك الحارس
كان الآشوريين يضعونه على بوابات المدن والقصور والمعابد وكان في اعتقادهم انه يحميهم من الشرور
والاعداء
وقد شاع نحت الثيران المجنحة في العصر الاشوري
الامبراطوري الحديث (911-612).ق.م وتحديدا في عصر الملك اشورناصربال الثاني الفترة (883 ق.م إلى
859 ق.م) عندما اعاد تجديد بناء مدينة النمرود حيث وضعها على بوبات المدينة وقصورها ومعابدها
والثور المجنح هو عبارة عن حيوان اسطوري مركب من عدّة مخلوقات جسمه جسم الثور وله حوافر الاسد
واجنحة النسر وفوق كل هذه المخلوقات يوجد رأس الانسان الذي يملك العقل والحكمة وترتسم على وجهه
ابتسامة خفيفة رائعة تدل على الطمأنينة والسلام والهدوء
ويتوج رأسه تاج يرمز للالوهية في العراق القديم
فهو يملك قوة الثور وشراسة الاسد واجنحة النسر
للطيران والاهم من ذلك حكمة الانسان وعقله الذي يسيطر على تلك القوى، وتفردت الثيران المجنحة التي كانت
توضع عند بوابات معابد الإله نابو بوجود حراشف الاسماك عند البطن وذلك لأن إله الكتابة نابو كان رمزه
السمكة
ينحت الثور المجنح من كتل الرخام الابيض او الاخضر الضخمة
ويتم على طريقة النحت البارز الدقيق، وتظهر مهارة النحات الاشوري ودقته في تناسب كتل الجسم بعضها الى
بعض واقترابها من الواقعية والمثالية وكذلك في ابراز التفاصيل الدقيقة كالاوردة داخل الجسم والشعر المتناثر
بشكل رائع والاهم من ذلك كله هو بروز العضلات في نقاط القوة بجسم الثور المجنح التي تبين لنا معرفة النحات
بتشريح الجسم ودرايته بتقاسيم العضلات وتوزيعها داخل الجسم
ومن أغرب الثيران المجنحة المكتشفة هو زوج من الثيران المجنحة التي وجدت في تل التوبة في الموصل خلف
مرقد النبي يونس عليه السلام وهو مكون من الكتل الحجرية الصغيرة على شكل مكعبات حجرية ملتصقة
بعضها ببعض بطريقة رائعة.
وتتفاوت أحجام الثيران المجنحة ولكن جميعها ذات أحجام هائلة وأضخمها هو زوج الثيران المجنحة الذي
تكتشف في بوابة قصر الملك سرجون الثاني في مدينة دور شروكين في خرصباد شمال الموصل والذي يبلغ وزن
الواحد منها حوالي 60 طن بطول اكثر من 4.م وارتفاع 4.م

اترك رد

آخر الأخبار