العاصمة

الثأر _____إيمان العادلى

0
إيمان العادلى
تعريف الثأر: دم شخص أو حق عند شخص أو أفراد أو مجموعة أو أشخاص آخرين يتم فيه تنفيذ القصاص بحقهم بطريقة غير مشروعة مستندين على نواحي ثقافية وأجتماعية تستند إلى قيم الشرف والعار ويكون بإزهاق روح بريء من عائلة الجانب الآخرأو إلحاق أذى نفسي او جسدي بالغ بهم أو بإزهاق نفس القاتل أو إلحاق أذى نفسي او جسدي بالغ به بدون مسوغ شرعي أو حكم قضائي صادر عن صاحب ولاية قضائية ومعتمد من ولي الامر
الثأرُ هو أن يقوم أولياء الدم (أقارب القتيل) بقتل القاتل نفسه أو قتل أحد أقاربه أنتقاماً لأنفسهم دون أن يتركوا للدولة حق إقامة القصاص الشرعي
تعتبر ظاهرة الثأر من أخطر الظواهر الاجتماعية التي عانت منها المجتمعات البشرية وهي قديمة قِدَمَ الوجود البشري على سطح الكرة الأرضية وتعتبر من أخطر ما يهدد سلامة وأمن وسكينة المجتمعات كما تعتبر العدو الأول للتنمية والتطوير وهذه الظاهرة من أعقد وأصعب الظواهر التي تؤثر في حياة المجتمع وتعد من أسوأ العادات الاجتماعية الموروثة التي تهدد الأمن والسلم الاجتماعي وتعيق عملية التنمية في البلاد وتؤدي إلى سفك دماء الكثير من الأبرياء وإلى قيام العديد من الحروب والنزاعات القبلية وظاهرة الثأر من العادات السيئة ومن بقايا الجاهلية التي كانت منتشرة في الناس قبل الإسلام فلما أشرق الإسلام بتعاليمه السمحة قضى على هذه الظاهرة وشرع القصاص حيث يطبق بالعدل ويقوم به ولي الأمر وليس آحاد الناس حتى لا تكون الحياة فوضى وظلم
وفي الواقع فإن عادة الثأر ظلت لسنوات طويلة مشكلة في الصعيد لأعتبارات متعلقة بالفقر والجهل والتهميش والعصبية القبلية‏‏ لكنه تحول الي ظاهرة ملفتة في الوجه البحري أيضآ
فالثأر يعتبر عقيدة أجتماعية لديهم وله أغانى حزينة من التراث
“” كنت فين يا وعد يا مقدر .. دي خزانة وبابها مسدر ” .. بكائية من مئات بل آلاف المواويل الحزينة التي يهرع إليها أهالي الصعيد في جنوب مصر في أحزانهم العديدة والمتوالية كلمات قصيرة لكنها قاتلة تصبغ القلب بالسواد وهناك أيضآ مقولة شهيرة لأبناء الصعيد التار ولا العار يا بوي عبارة يعرفها كل من ينتسب لصعيد مصر وهي تعبر إلى حد كبير عن فلسفة جريمة الثأر وتكشف أيضا عن أسرار صناعة الإجرام في الصعيد وهي في هذا لا تعرف تمييزا بين غني وفقير أو متعلم و جاهل
والمطالبة بالثأر لها ضوابط معروفة في الصعيد فالأبناء هم الأحق بالقصاص لدم أبيهم يليهم الأخوة الأشقاء فالأخوة غير الأشقاء وإذا لم يكن للقتيل أبناء أو أخوة فحق المطالبة بالدم ينتقل إلى أبناء العم الأشقاء ومنهم إلى أبناء العمومة غير الأشقاء ، والثأر في الصعيد لا يلزم سوى أقارب “الدم” أي من ناحية الأب ولا علاقة لأقارب الأم بعملية الثأر وان كان الأمر لا يخلو من الدعم والمساعدة
قوانين الثأر
قوانين الثأر ليست ثابتة لأنه في الاصل شريعة غاب ولكن هناك بعض القوانين (الاعراف) التي يلتزم بها من يقومون بأخذ الثأر ويمكن ان تخترق من وقت لآخر
(التكافؤ)
حيث يتم أخذ الثأر من من هو كفؤ لميتهم في المكانة الاجتماعية من وجهة نظرهم طبعا أو يزيد عليه في المكانة أمعانا في الأنتقام والثأر واذا لم يجدوا هذا الشخص المناسب يتم التعويض بزيادة عدد القتلى هذا مع أستهداف القاتل نفسه إذا كان ميتهم ذو مكانة عاليه
(حريق القلب)
محاولة أحداث أكبر ضرر نفسي للطرف الآخر
ويتم ذلك عن طريق أستهداف أفضل الشخصيات أجتماعيآ في الطرف الآخر
(عدم أستهداف الشخص الكبير ولا النساء ولا الاطفال)
رغم ان هذا عرف مهم إلا انه يخترق أحيانا أما بشكل مقصود أو غير مقصود
( حَثُّ النساءِ الرجالَ على الأخذ بالثأر )
فالأم لا تزال تقرأ في مسامع وليدها أن الله سبحانه وتعالى يبلغها حتى يبلغ هذا الطفل مبلغ الرجال كي يأخذ بثأر أبيه من خصومه
( لا مجال للصلح لدى بعض القبائل التي تنتشر فيها عادة العصبية)
فإذا قُتِلَ قتيل على سبيل العمد فلا مجال للصلح لديهم عدم نَصْبِ قبر القتيل كي يكون ذلك أمراً مُذَكِّرَاً لهم بالقيام بالواجب الذي يجب عليهم أن يقوموا به وفقاً لمعتقداتهم
نتائج الثأر:
للثأر نتائج كارثية ليست على مستوى الفرد فقط ولكن على مستوى المجتمع ويمكن ان نذكر منها الهجرات وتشريد العائلات وموت العائل وحالات عدم الاستقرار لفترات طويلة وقتل وجهاء ومتعلمي المجتمع او تهجيرهم وظاهرة التسرب من المدارس
علاج الثأر:
ارى ان العلاج يبدأ بعلاج اسباب الثأر اولا وهنالك عوامل مساعدة على ذلك مثل انشاء مراكز متخصصة لعلاج الثأر ويرفق معها مراكز ابحاث لدراسته والحد منه وكما يمكن تضمين مفاهيم مكافحة الثأر في المناهج الدراسية
تعزيز الوازع الديني لدى الأفراد
قيام الدولة بواجباتها تجاه المجتمع
تعزيز دور الجانب الأمني
تفعيل دور جهاز القضاء وتطهيره من الفساد الإداري والسياسي وتمكين أجهزة العدالة من القيام بواجباتها ومهامها بعيداً عن الضغوط القبلية والسياسية
القضاء على ظاهرة حمل السلاح من خلال تنظيم حمل وحيازة السلاح
ولابد ان يكون للأزهر الشريف دوره أيضآ فى مكافحة الثأر والحد منه فنجده يلعب دور مهم جداً لمواجهة هذا الخطر من خلال تعزيز الإيمان ومبادئ تعاليم دين الإسلام السمحة في النفوس بين الناس نهانا دين الإسلام عن قتل النفس وقتل الغير عمداً وذلك لتقدير وإحترام النفس البشرية حيث أن القاتل كما قال الله عز وجل في كتابه العزيز أن جزاءه سيكون نار جهنم وبئس المهاد والله سبحانه وتعالى عندما خلق الإنسان خلقه ليجعله خليفته في الأرض يعمر فيها لا يسفك الدماء ويثير الفزع والهلع بين الناس،وفيما يلي مجموعة من الأيات القرأنية التي تحدثت عن الثأر والقتل
قوله تعالى: {ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا}.
قوله تعالى: {ذلك تخفيف من ربكم ورحمة}.
قوله تعالى: {ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون}.
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم}.
قوله تعالى: {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون}.
قوله تعالى: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما}.

اترك رد

آخر الأخبار