العاصمة

التوأمان – الحسن والحسين

0

إيمان العادلى

كان الحسن والحسين توأمان تطابقت ملامحهما بل أمهما نفسها كانت كثيراً لا تستطيع التمييز بينهما إلا حين تجردهما من ملابسهما ، إذ كان على ظهر الحسين شامة صغيرة تميزه كان الأب يدعى شمس الدين وكان الحسين شديد الذكاء ولكنه كان مستهتراً بدروسه عكس أخيه الحسن الذي كان ملتزماً ومجتهداً في دراسته وحصل الحسن على بكالوريوس والتحق بكلية المحاماة بينما آخيه الحسين لم يكمل تعليمه .وبعد أن أنهى الحسن دراسة المحاماة فتح مكتب خاص به وأوكل لأخيه الحسين مساعدته في تولي شئون المكتب وبعد عامين مات شمس الدين وترك قطعة أرض ومبلغ من المال ارثًا للحسن والحسين وكان الحسين شديد الإسراف ولم يكن الحسين يعير أي اهتمام لما يصدر عن شقيقه من نصح وبعد مرور عام التقى الحسن بفتاة وتعلق بها قلبه وقرر الارتباط بها ولكنه لاحظ إنها لا تستطيع التفريق بينه وبين الحسين فخشي أن يتقاسمها معه ذات يوم فقرر الاستغناء عن خدمات الحسين في المكتب وأن يعرض عليه تقسيم الإرث واتفقا على اللقاء في أرض ورثها عن والدهما لفض كل خلافاتهما وتقسيم الإرث ودار بينهما نقاش حاد حول الأسباب التي جعلت الحسن يستغني عن خدمات شقيقه التوأم فأظهر الحسين بندقية الصيد الخاصة به وهدد الحسن بالقتل ولكن الحسن لم يكترث وفي لحظة اشتد فيها النقاش خرجت طلقة من البندقية استقرت في رأس الحسن وسقط على الأرض وكان يحتضر وبعد لحظات أسلم الروح ووجد الحسين نفسه وحيداً مع جثة أخيه فكر الحسين مسرعًا في إخفاء الجثة قبل حلول الصباح وحفر حفرة عميقة ووضع بها جثة آخيه الحسن ووضع معه بندقية الصيد وردم التراب وعاد إلى المنزل وبعد تفكير طويل دام ثلاثة أيام قرر الحسين انتحال شخصية آخيه الحسن وتوجه إلى مركز الشرطة وأبلغ عن اختفاء شقيقه الحسين وعاد إلى مكتب آخيه الحسن ليعمل مكانه وحمل وثائق هوية آخيه الحسن ولم يشك أحد في أمره وذات يوم جاءت إلى مكتبه تلك الفتاة ، التي كان يود آخيه الارتباط بها فخشي أن تكشف أمره فتحدث معها وأخبرها أنه غير رأيه في الزواج منها وأصابتها تلك الكلمات الجافية الصدمة وانسحبت في هدوء وعيناها تدمعان وبذلك تخلص الحسين من تلك الفتاة التي قد تكشف حقيقته وبعد مرور 10 سنوات جاء قرار بنزع ملكية الأرض من ورثة السيد شمس الدين لإقامة مشروع عام في تلك الأرض وعندما جاء القرار تذكر جثة آخيه التي دفنها هناك فبادر برفع دعوة قضائية ضد ذلك القرار ولم يفلح الأمر ففكر في الهروب للخارج لكن تجديد جواز السفر سيتطلب منه تجديد بطاقة هويته فلم يفلح الأمر أيضاً وبعد عدة أيام اكتشف العمال وجود الجثة وبندقية الصيد تم استدعاء الحسن للمثول أمام الشرطة للتحقيق حول وجود تلك الجثة في أرضه فأنكر أن يكون لديه علم بالجثة أو ببندقية الصيد بل وأخبرهم أن آخاه الحسين هو من كان يتردد كثيرًا علي تلك الأرض ووضع الحسن رهن الاعتقال وكنوع من الاجراء الروتيني تم رفع بصماته وكانت النتيجة التي كشفتها ذلك التحريات أنه هو الحسين شمس الدين وأنتحل شخصية آخيه وبقياسات الجمجمة تبين أن الجثة هى للحسن آخيه وبعد ضغط من الشرطة اعترف بجريمته وأحيل إلى المحكمة الجنائية في تهمة قتل مع سبق الاصرار وانتحال هوية أخيه وممارسة مهنة المحاماة دون أي مؤهلات.

اترك رد

آخر الأخبار