العاصمة

التمكُّن والاطمئنان واليقين في عبادة الله

0

بقلم / محمــــــد الدكـــــرورى
اليقين بالله وهو الايمان بالله وهو ان تعلم ان الله معك دائما وتعلم ان الله عز وجل اقرب اليك من حبل الوريد
فيجب علينا جميعا ان نؤمن بالله ونطمئن لله ونعلم انه هو المستعان وهو المغيث وهو الذى يعينك على فعل
الخيرات وترك المنكرات وهو الذى يتوب على العبد العاصى ليتوب وما أجمل أن يعيش الإنسان لفِكرة هي كل
حياته، يُضحِّي في سبيلها بكلِّ غالٍ ونفيس! هكذا عاشَ خليل الرحمن – عليه الصلاة والسلام – ويَظهر ذلك في
كثير من الآيات؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ
قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ
عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ .
قال ابن كثير – رحمه الله – في هذه الآية: إن لسؤال
إبراهيم أسبابًا، منها: أنه لما قال لنمرود: ﴿ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ﴾ أَحبَّ أن يترقَّى مِن علم اليقين إلى عَين
اليَقين، وأن يرى ذلك مُشاهَدةً، فأما الحديث الذي رواه أبو هُريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله -صلى الله
عليه وسلم-: ((نحن أحقُّ بالشكِّ من إبراهيم؛ إذ قال: ﴿ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ
لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ﴾ فليس المراد هنا بالشكِّ ما قد يفهمه من لا علم عنده” وقال صاحب الظلال: “لقد كان يَنشُد اطمِئنان
الأنس إلى رؤية يد الله تعمل، واطمئنان التذوُّق للسرِّ المُحجَّب وهو يجلى ويتكشَّف، ولقد كان الله يعلم إيمان
عبده وخليله، ولكنه سؤال الكشف والبيان، والتعريف بهذا الشَّوق، وإعلانه، والتلطُّف من السيد الكريم الودود الرحيم
مع عبده الحليم الأوَّاه المنيب”.
وفي موضع آخر يقول الله – عز وجل -: ﴿ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا
أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ﴾ وقبل ذلك
يُواجِهُهم في طمأنينة ويقين؛ قال: ﴿ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ ﴾ وقبله أيضًا قال الله – عز وجل -: ﴿ وَكَذَلِكَ
نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴾
فلا بدَّ للمؤمن السائر في طريق الله أن يكون مُطمئنًّا مُتيقِّنًا في طريق الله – عز وجل- وهذا ما ربَّى النبي -صلى
الله عليه وسلم- الصحابة عليه، ولقد بلغ الإيمان ببعض هؤلاء الصَّحابة إلى درجة قال فيها: لو كُشفَ عنِّي الحِجاب
ما ازددتُ يَقينًا .
وفي حديث الحارث بن مالك الأنصاري – رضي الله عنه – ما يُعطينا الصُّورة المُشرِقة لهذا الإيمان، فقد مرَّ حارثة
برسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((كيف أصبحت يا حارثة؟))، قال:
“أصبحتُ مؤمنًا حقًّا”، قال: ((انظر ماذا تقول؟ فإن لكل شيء حقيقة، فما حقيقة إيمانك؟)) قال: “عزفت نفسي عن
الدنيا، فأَسهرتُ لَيلي، وأظمأْتُ نَهاري، وكأني أنظر إلى عرش ربِّي بارِزًا، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يَتزاوَرون
فيها، وكأني أنظر إلى أهل النار يَتضاغَون فيها”، فقال: ((عرفت – يا حارثة – فالزَم)]. وهكذا يجب أن يكون حالنا
مع الله – عز وجل – ولكَي نَصِل إلى هذه الطُّمأنينة واليقين لا بدَّ مِن الإيمان بالله – عز وجل – فالطمأنينة أثرٌ
مِن آثار الإيمان؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ وقال تعالى: ﴿ هُوَ
الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ﴾ .
وإذا اطمأنَّ القلب وسكنَت النفس، شعَر الإنسان ببرد الراحة، وحلاوة اليَقين، واقتحم الأهوال بشجاعة، وثبَت
إزاء الخطوب مهما اشتدَّت، ورأى أن يد الله ممدودة إليه، وأنه القادر على فتح الأبواب المُغلَقة، فلا يتسرَّب إليه
الجزع، ولا يعرف اليأسُ إلى قلبه سبيلاً؛ ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا
أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ .
فاللهم أملا قلوبنا بالايمان بك واليقين بك يا رب العالمين واللهم حبب الينا الايمان وزينه فى قلوبنا ….

اترك رد

آخر الأخبار