التضامن العالمي تناقش تأثير السواحيلية على الثقافات والهوية الوطنية في شرق أفريقيا
كتبت شيرين صابر
نظمت شبكة التضامن العالمي (حركة ناصر الشبابية – قسم اللغة السواحيلية) ثاني جلسات “أحاديث التضامن العالمي” بعنوان “تأثير اللغة السواحيلية على الثقافات والهوية الوطنية: تنزانيا وكينيا نموذجاً”. شهدت الجلسة مشاركة والأستاذ الدكتور كيني وامتيسو، أستاذ الشعر السواحيلي بجامعة نيروبي-كينيا، والأستاذ الدكتور أيمن الأعصر، أستاذ الأدب السواحيلي بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر.
من جهته، تناول الأستاذ الدكتور كيني وامسيتوا دور اللغة السواحيلية وعلاقتها بالعربية، مشيرًا إلى أن الشعر السواحيلي نشأ بالحروف العربية. وأوضح أن السواحيلية، التي تتحدثها العديد من القبائل، نشأت نتيجة للتفاعل التجاري والثقافي بين العرب وسكان السواحلي، وتحتوي على العديد من المصطلحات المشتركة مع العربية، مما يعكس العلاقات القوية بين الجانبين. وأكد على أهمية الحفاظ على السواحيلية كلغة تواصل بين أكثر من عشرين قبيلة في جنوب وشرق أفريقيا.
وأشار وامسيتوا إلى دور منظمة اليونسكو في تعزيز اللغة السواحيلية كلغة رسمية عالمية، ودعا إلى استخدامها كلغة تواصل بين السواحليين للحفاظ على تراثهم الثقافي واللغوي. كما شكر حركة ناصر الشبابية والدولة المصرية على اهتمامهما باللغة السواحيلية، مشيدًا بدور مصر في دعم دارسي اللغة السواحيلية من خلال أربع جامعات مصرية، مما يعكس التزام مصر بتعزيز اللغات الأفريقية وتوطيد العلاقات الثقافية والتعليمية مع القارة الأفريقية.
خلال الجلسة، تناول الأستاذ الدكتور أيمن الأعصر عدة محاور، حيث أكد على الهوية المشتركة بين تنزانيا وكينيا بفضل اللغة السواحيلية كلغة تواصل. أوضح الأعصر أن اللغة السواحيلية تأثرت باللغة العربية بنسبة تصل إلى 30% نتيجة التبادل الثقافي والتجاري، مشيرًا إلى أن الثقافة تتكون من تقاليد وعادات وأن الهوية جزء لا يتجزأ منها. وأضاف أن أصول الثقافة في المنطقة تعود إلى البانتو والإسلام، لافتًا إلى التأثير الحالي للغة الإنجليزية على السواحيلية. وأوضح أيضًا أن هناك اختلافات في اللهجات بين تنزانيا وكينيا، لكن هذه الاختلافات لا تعيق التفاهم المتبادل بين شعبي البلدين، مما يعزز الوحدة الثقافية واللغوية.
كما قدم الأعصر شكره لحركة ناصر الشبابية وشبكة التضامن العالمي على اهتمامها باللغة السواحيلية ودور الباحث حسن غزالي مؤسس كل تلك المبادرات والتي تعمل علي تعزيز وتشجيع دارسي وناطقي اللغة السواحيلية، مشيدًا بدور الحركة في توفير فرص تدريبية وبناء قدرات ودعم لدارسي اللغة السواحيلية، مما يساهم في تعزيز صورة مصر خارجياً ويبرز واهتمامها بالدائرة الأفريقية.
وأدارات الجلسة المترجمة ياسمين كمال، الباحثة في اللغات الأفريقية ومنسق إقليم شرق أفريقيا بحركة ناصر الشبابية الدولية.
وفي سياق متصل أكد حسن غزالي مؤسس ورئيس شبكة التضامن العالمي حرص الشبكة علي تمكين وبناء قدرات الكوادر الشبابية من دارسي اللغات المختلفة ودعم فهمهم لقضايا الجنوب العالمي، وخلق منصة حرة للتعبير عن الآراء، الطموحات، وتبادل الخبرات بين الأجيال المختلفة، مشيراً أن برنامج آحاديث التضامن العالمي هي امتداد لبرنامج أحاديث المواطن العالمي والذي اطلقته الشبكة في 2020، ضمن مشروعات الشبكة والتي يبلغ عددها حتي أن 15 مشروعاً في مختلف المجالات من بينها الإعلام والقيادة والشباب والثقافة.