التسامح ..نصف السعادة بواسطة admins 0 شارك بقلم : نادية طاهر التسامح هو التجاوز عن أخطاء الآخرين ومقابلة الإساءة بالإحسان والعفو وحب الخير، ويجب أنْ تتطابق الأقوال والأفعال في التسامح لتحقيق المعنى الحقيقي له؛ فالبعض قد ينطق بالتسامح بأقواله ولكن قلبه يكون ممتلئاً بالحقد والكره للشخص المسيء، وهذا لا ينطبق على مفهوم التسامح لأن التسامح يجب أن يكون خارجاً من القلب قبل القول ويظهر ذلك من الأفعال؛ ففي العادة عندما يتلقّى الشخص الإساءة فإن الانتقام ورد هذه الإساءة بنفس الطريقة هو أوّل ما يتبادر إلى ذهنه لذلك يُعتبر التسامح من الأخلاق التي تحتاج إلى إيمانٍ صادقٍ. كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يتّصف بالتسامح في حياته وتعاملاته مع الآخرين، فمن المواقف التي تدل على تسامحه صلى الله عليه وسلم عندما عفا عن الأعرابي الذي أراد قتله، فقد ذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليستريح تحت ظل شجرةٍ وقد علّق سيفه عليها فأتى أعرابي وأخذ السيف وقال للنبي صلى الله عليه وسلّم: من يمنعك مني؟؟ فرد النبي : الله، فوقع السيف من يد الأعرابي، فأخذه النبي، وقال للأعرابي : من يمنعك مني؟ فقال: كن خير آخذ، فقال له النبي: تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ فرد الأعرابي: لا ولكني أعاهدك ألا أقاتلك ولا أكون مع قومٍ يقاتلونك، فتركه صلى الله عليه وسلم، وعندما أتى الأعرابي أصحابه قال: جئتكم من عند خير الناس. ويعتبر التسامح أحد المبادئ الإنسانية وما نعنيه هنا هو مبدأ التسامح الإنساني كما أن التسامح في دين الإسلام يعني نسيان الماضي المؤلم بكامل ارادتنا، وهو أيضاً التخلي عن رغبتنا في إيذاء الآخرين لأي سبب قد حدث في الماضي وهو رغبة قوية في أن نفتح أعيننا لرؤية مزايا الناس بدلا من أن نحكم عليهم ونحاكمهم أو ندين أحد منهم. والتسامح أيضاً هو الشعور بالرحمة والتعاطف والحنان وكل هذا موجود في قلوبنا ومهم لنا ولهذا العالم من حولنا. والتسامح أيضاً أن تفتح قلبك، وأن لا يكون هناك شعور بالغضب ولا لوجود المشاعر السلبية لأي شخص أمامك. وبالتسامح فإنك تستطيع أن تعلم بأن جميع البشر يخطؤون ولا بأس بأن يخطئ الإنسان. وبالتسامح تسامح أقرب الناس إليك والديك وأبناءك وكل من أخطأ بحقك. كما أن التسامح ليس بالأمر السهل إلا لمن يصل إليه فيسعد. ونعني بالتسامح أيضا أن تطلب السماح من نفسك أولاً ومن الآخرين. فالتسامح قد يقلل كثيرا من المشاكل التي تحدث بين الأقران والأحبة لسوء الظن وعدم إلتماس الأعذار.فقد يكون صديقك وأخ لك ولكن لتصرف صدر منه خطأ قامت الدنيا ولم تقعد،وبدأ الشيطان يوسوس لا بد أنه فعل كذ لأنه يريد كذا،أو قال كذا يقصد كذا، وهو قد يكون ماقال تلك الكلمة لشىء ولا لسبب،إنما خرجت منه دون قصد،لذلك نقول أنه علينا أن نزن كلماتنا قبل أن تخرج لأن الكلمة رصاصة إذا خرجت فلا تعود. وحتى تكون نفوسنا عظيمة كتلك النفوس،صافية شفافة لا تعرف الأحقاد،كالزجاجة تشف عما بداخلها،لأنها لا تحوي سوى الحب والإخلاص،تلك النفوس حقا هي التي تستحق أن تقدر وتحترم،فهي تأسر القلوب بسرعة ولأول وهلة،لأنها صدقت مع الله ثم مع نفسها فصدقت بالتالي مع خلقه… شارك هذا الموضوع:تدوينةTweetTelegramWhatsAppطباعةالبريد الإلكترونيمشاركة على Tumblrمعجب بهذه:إعجاب تحميل... مرتبط 0 شارك FacebookTwitterWhatsAppالبريد الإلكترونيLinkedinTelegramطباعة