التثبت على الطاعة من رمضان
بقلم اسلام محمد
هل تسائلت يوما بعد صيام النهار وقيام الليل في رمضان
ماذا أثر فيك هذا الشهر هل بعد هذه المدة التي قضيتها
في رمضان طاعة الله وتنافس في العبادات وفعل
الخيرات يتحول القلب من مسيء إلى قلب ابيض عامر
بالإيمان كيف يكون حال العباد بعد رمضان بعد أن كانوا
في رمضان يتسابقون في العبادات من قرأت القرآن
الكريم والتصدق ومساعدة الناس واطالت السجود وكثرة
قيام اليل وصيام النهار والابتعاد عن المفطرات التي
تتسبب في افطار العبد من الأقوال والأفعال
بعد كل ذلك ما عشناه في رمضان من جو روحاني وتنافس إيماني ان يعود الانسان الى ما كان علية قبل رمضان من تقصير وتفريض
كلا من تعود على الطاعة في رمضان وعمر قلبه بالإيمان حقا لا يتغير حاله بعد رمضان وهذا هو حال المؤمنين الصادقين بل يزيد عندهم الإيمان فتكثر الطاعة عندهم بعد رمضان
فيحتاج المسلم إلى التثبت وان يضع قوله تعالى نصب
عينية في كل وقت وحين : «واعبد ربك حتى يأتيك اليقين»{الحجر:99}،
ولتثبت على العاطع عوامل يأتي في بالي التفصيل
العامل الأول: الدعاء بالثبات:
مِنْ صفات عباد الرحمن أنهم يتوجهون إلى الله بالدعاء أَنْ
يثبتهم على الطاعة و أَنْ لا يزيغ قلوبهم بعد إذ هداهم ،
فهم يوقنون أَنَّ قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع
الرحمن يُصَرِّفُهَاكيف يشاء ، لذا كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يكثر أن يقول: «اللهم يا مُقَلِّبَ القلوب ثَبِّتْ
قلبي على دينك، اللهم يا مُصَرِّف القلوب صرف قلبي إلى
طاعتك». وكان من دعائه: «اللهم اهدني ويَسِّر الهدى لي» ، كما أَمَرَ عليًا أَنْ يسأل الله عز وجل السداد
والهدى، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يدعو:«اللهم يَسِّرني لليسرى وجَنِّبْنِي العسرى».
العامل الثاني: تنويع الطاعات والمسارعة إليها:
مِنْ رحمة الله عز وجل بنا أَنْ نَوَّعَ لنا العبادات لتأخذ النفس بما تستطيع منها، فمنها عبادات بدنية، ومالية وقولية وقلبية وقد أمر الله عز وجل بالتسابق إليها جميعا، وعدم التفريط في شيء منها. وبمثل هذا التنوع وتلك المسارعة يثبت المسلم على الطاعة، ولا يقطع الملل طريق العبادة عليه، مصداقًا لقوله تعالى:«وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا»{النساء:66}،
وقد ألمح النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك حين سأل صحابته: «مَنْ أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبو بكر: أنا، قال: مَنْ اتبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا، قال: مَنْ أطعم اليوم منكم مسكينا؟ قال أبو بكر: أنا، قال: مَنْ عاد منكم اليوم مريضًا؟ قال أبو بكر: أنا. قال صلى الله عليه وسلم : ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة» . ونلحظ أَنَّ الطاعات المذكورة جمعت أنواعًا من العبادات فمنها عبادات بدنية (كالصيام، واتباع الجنائز، وعيادة المريض) وعبادات مالية (كإطعام المساكين)، وعبادات ذات نفع متعد مثل (عيادة المريض اتباع الجنائز إطعام المساكين). وعبادات ذات نفع قاصر (مثل الصيام).
العامل الثالث: التعلق بالمسجد وأهله:
ففي التعلق بالمسجد وأهله ما يعين على الثبات على الطاعات، حيث المحافظة على صلاة الجماعة والصحبة الصالحة ودعاء الملائكة، وحلق العلم، وتوفيق الله وحفظه ورعايته. ونصوص الوحيين في ذلك كثيرة مشهورة
العامل الرابع : التطلع إلى ما عند الله من النعيم المقيم:
إِنَّ اليقين بالمعاد والجزاء يُسَهِّلُ على الانسان فعل الطاعات وترك المنكرات،مصداقا لقوله تعالى :«واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين * الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون»{البقرة:45-46}،
وفي حديث يُعلي الهمة ويحث على صالح العمل والثبات عليه يذكر لنا الرسول صلى الله عليه وسلم أدنى أهل الجنة منزلة ،فيقول: « سأل موسى ربه ما أَدْنَى أهل الجنة منزلة؟ قال : هو رجل يجيء بعدما أُدْخِلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ فيقال له: ادْخُلِ الْجَنَّةَ . فيقول: أي رب: كيف وقد نَزَلَ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ ؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل مُلْك مَلِك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت ربي. فيقول: لك ذلك ومثله ومثله، فقال في الخامسة رضيت ربي. قال: رَبِّ، فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أرَدتُ، غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدِي، وخَتَمْتُ عليها فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ، ولَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ”، قال صلى الله عليه وسلم : وَمِصْدَاقُهُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} {السجدة:17}»
نسأله سبحانه أَنْ يستعملنا في طاعته وأَنْ يثبتنا عليها. آمين