كتبت /ريم ناصر
ما أشبه الليلة بالبارحة , فكل شيىء رتيب وممل على كل الاصعدة , السياسات نفس السياسات التليدة لم تتغير , ولم يلوح في الأفق بادرة أمل منذ عقود .
وما دعاني للكتابة اليوم ليس غطرسة وجبروت ودكتاتورية وصهيونية اسرائيل وقادتها في اقرار منهجية الاحداث وصباغتها بألوان الطيف الاستعماري واضفاء الشرعية على ما يدور داخل الاراضي الفلسطينية وحسب بل وخارج الحدود الاقليمية ايضاً , معتمدة في ذلك على الأب الروحي (البيت الابيض الامريكي) الذي وضع بذرتها الخبيثة في احشاء الوطن العربي لتنمو وتترعرع تلك الشجرة بثمارها الشيطانية في بستان الامن والسلام فتنشر الفرقة والوقيعة والخراب والدمار بين دول المنطقة .
والمثل المصري يقول ( يا بخت من كان النقيب خاله )
ما بالك وامريكا هي الاب والام والخال والعم والكل × الكل للدولة العبرية .
وتسعى واشنطن بكل جهد ملموس محسوس مرئي مسموع بالتدخل في شئون العالم اجمع بلا استثناء و يا ( فرعون مين فرعنك )وها هي اليوم تستخدم كل السبل في الضغط على السلطة الفلسطينية ومحاولة تقزيمها امام شعبها فقامت بإيقاف 200مليون دولار كانت مخصصة للمساعدات بالضفة وغزة عن طريق (الاونروا) كإحدى اوراق الضغوط السياسية بقبول الواقع ( الاغتصاب جغرافي ) بجعل القدس الشرقية عاصمة لإسرائيل , ونقل السفارة الامريكية إليها بالقرار الذي اتخذه منذ بضعة شهور الموتور /سيد البغاء في البيت الابيض (دونالد ترامب )
هذا من جانب , وعلى الجانب الاخر يقف العالم مشدوهاً فاغراً فاهه وكأن على راسه الطير , وهو يرى هنا وهناك تساقط الشهداء الواحد تلو الآخر والشهيدة تلو الاخرى في الاراضي الفلسطينية بالضفة وغزة منذ انطلاق مسيرة العودة حتى بلغ عدد الشهداء حتى الآن 190شهيداً و ما يزيد عن 18 الف جريح .
انتهاكات على كل شكل ولون , واتخاذ قرارات عشوائية هوجاء احادية الجانب دون رادع من احد بطرد وتهجير اهالي الخان الاحمر وغيرهم لبناء آلاف المستوطنات , كل هذا من اجل تصفية القضية الفلسطينية .
وما زاد الطين بلة , آخر القرارات الطاغوتية الفاجرة لإسرائيل ان الكنيست الإسرائيلي يدرس مشروع قرار السجن لمدة عام لكل من يرفع العلم الفلسطيني داخل الاراضي الفلسطينية (كفر وليس بعد الكفر ذنب )
كل هذا لإخماد نار الانتفاضة الفلسطينية وقمع الشعب الفلسطيني واضعاف عزيمتهم , واقليمياً تحدث ميشيل عون / الرئيس الاسبق للبنان طالباً من واشنطن الضغط على (تل أبيب ) بوقف انتهاكاتها المتكررة لجنوب لبنان .
وفي حديث لا يخلو من الصلف والحقارة والغرور كما كان متبعاً من اسلافه قبل انتصارات اكتوبر المجيدة 1973 (نتن- ياهوو ) يأمل في اعتراف ماما امريكا بسيادته على الجولان المحتلة .
حقيقة :- ان لم تستحي افعل ما شئت , كل هذا على مرأى ومسمع من العالم اجمع فأين ( مجلس الامن – محكمة العدل الدولية- الجنائية الدولية – المنظمات الحقوقية للإنسان ) و هيومان رايتس وتش في كل هذه الانتهاكات التي ترتكب ليل نهار في فلسطين منذ 50 يوما او يزيدون!!!
لماذا كل هذا الصمت الرهيب وكأنكم الاصنام التي كانت تعبد قبل ظهور الاسلام ( شكرا آل تبع ) وخلاصة القول
* فتح – الجهاد – القسام – حماس * ماحك جلدكم مثل ظفركم , لا تنتظروا خيراً من اوروبا والعالم الغربي , فهم ابناء ملة وعقيدة واحدة , وجنس واحد .
وديننا الحنيف لم يترك كبيرة ولا صغيرة إلا احصاها فطبقوا شرع الله عز وجل وسيروا على نهجه ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) فلن يتأتى النصر للمتباغضين – المتخاصمين – المتشاتمين , كثيراً من الحكمة , قليلاً من صفاء النفس والقلوب فأن الله لا ينظر إلى صوركم , ولكن ينظر إلى قلوبكم .
بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) صدق الله العظيم