العاصمة

الإهتمام بالعلماء هو الملاذ الوحيد للخروج من الأزمات

0


بقلم / عبدالحفيظ موسى


لماذا لا يستفيد الوطن العربى من نتائج البحوث المحدودة والعلماء اللذين ينتجونها

والمراكز البحثية التى تجرى البحوث فيها بشكل كاف فى تطوير الصناعات والخدمات والمشكلات البيئية والزراعية العربية،

وعندما توجد مشكلة فى هذه الحقول فإن أول ما تفعله الحكومات العربية

هو الاستعانة بقدرات الخارج بدلا من الاستعانة أولا بالقدرات المحلية من أجل أن تقوى وتتطور وتراكم الخبرة.

ومع الأسف فإن البلدان العربية لم تعط اهتماما كافيا لتجارب بلدان من مثل كوريا وماليزيا والهند وتايوان فى دمج العلم والتقانة المحلية لإنماء اقتصاداتها،

مما ساهم فى رفع قدرات الجانبين: العلم والتقانة من جهة والاقتصاد من جهة ثانية.

إن ما يحز فى النفس أن المئات من المليارات قد جرى تخصيصها للتصنيع فى بلاد العرب،

لكن معظمها قد نفذ بقدرات وعمالة الخارج،

وبالتالى لم تساهم فى بناء القدرات العلمية العربية ولا تطوير ما هو موجود منها.

ولعل ما يجعل كل بلد عربى يتجه إلى الخارج الضعف المحزن للتعاون العربى المشترك فى حقل العلم، فكم قليلة هى المشروعات المشتركة،

وكم قليلة هى المؤسسات والجمعيات واللقاءات العلمية المشتركة، وكم قليل هو التواصل والتعاون والتفاعل بين علماء العرب.

ويبرز الضعف فى الرغبة فى التنمية العربية العلمية الذاتية حتى فى حقل التثقيف العلمى من خلال وسائل الإعلام العربية.

فمؤسسات الإعلام العربى تشترى وتبث البرامج العلمية التى أنتجها الآخرون للتعامل مع بيئاتهم وحاجاتهم،

والتى فى الكثير من الأحيان لا صلة لها بواقع ومحيط الإنسان العربى، وذلك بدلا من الطلب من جهات علمية أو بحثية عربية لتنتج برامج علمية تثقيفية تربط الإنسان العربى ببيئته وقضاياه المعيشية وتحسن وعيه العلمى

لحل قضاياه الحياتية وفى الوقت نفسه لربطه بالتطورات العلمية والتقنية فى العالم.

ويشعر الإنسان بالإحباط وهو يرى العلماء المبدعين غير العرب وهم يتصدرون شاشات التلفزيون العربى بينما ينزوى العلماء المبدعون العرب وراء ظلال التهميش والتجاهل.

وحتى الآن لم ندرك بعد أن بناء وتطوير حقل العلوم هو موضوع لا يحتاج إلى المال فقط،

ولا فقط لحكومات تحتضنه، وإنما يحتاج أيضا لبيئة مجتمعية تحتضنه وتتفاعل مع علمائه،

بما فيها وجود مؤسسات مجتمعية تناضل ليل نهار لتركيز الجهود وللاستثمار الكبير ومواجهة الحرب البيلوجية المحتملة ومكافحة الفيروسات اللتى تعد الخطر الأكبر على البشرية

اترك رد

آخر الأخبار