.الإرهاب لادين له
بقلم د/نجلاء كثير
الشرقيه
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)[النساء: 93].
فى ظل ما يحدث الآن فى مصر وبلاد المسلمين وخارجها من عمليات ارهابيه فإن الإسلام برىءمنها ولا يتحمل المسؤولية عنها .
اصل الاسلام واساسه هو حرمة دم المسلم على المسلم .
فالارهاب الذى يشهده العالم هذه الأيام وفيما مضى ماهو الا سلوك بشرى خاطىء غاشم من أشخاص لا علاقه لهم بالدين الاسلامى ولا بأى اديان سماوية .
ولابد أن يعى ذلك كل من ينتمي لما تسمى بجماعات الإسلامية التى تمارس الإرهاب تحت مسمى الدين .
الدين الاسلامي وكذلك جميع الديانات السماويه تدعو الى مكارم الأخلاق والى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فهل هناك منكر أسوأ من الإرهاب وقتل النفس التى حرم الله قتلها والسعى فى الارض فساد .
اذا كانت الشريعه قد أتت بالنهى عن قتل البهيمة بغير حق فكيف بقتل المؤمن الذى يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف يصل بنا الحال إلى أن يستهين بعضنا بقتل أخيه المؤمن .
يقول صلوات الله عليه ” لو أن أهل السماء وأهل الارض اشتركوا فى دم مؤمن لاكبهم الله فى النار” وهذا ليس هينا :(وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه “.
وقد نهى النبى صلى الله عليه وسلم أن يأخذ العبد متاع أخيه لاعبا أو جادا فقال : لاياخذ أحدكم عصا أخيه لاعبا أو جادا )٠ فكيف بمن يفكر أن يعتدى على اخيه المسلم اى كان هذا المسلم مؤيدا أو معارضا لأفكاره.
وليس هذا فقط بل سولت لكم أنفسكم أن تستبيحوا سلاحهم وتعتبرونه غنيمه لكم وجعلتهم مرتدين (كفار ) وكان هذا عند الله عظيما فقد جاء في حديث أن رسول الله ﷺ قال: “من كفر مسلمًا فقد كفر”.
من انتم حتى تنعتوهم بالكفر والارتداد من انتم حتى تقتلون خير جنود الارض ولتعلموا تمام انكم ينطبق عليكم قول الله تعالى (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) صدق الله العظيم
ولتعلموا أن جنود مصر كما قيل فيهم خير جنود الارض الى يوم الدين وهذا الدليل :
قال عمرو بن العاص رضي الله عنه: حدثني عمر رضي الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض» فقال له أبو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: «لأنهم في رباط إلى يوم القيامة».
2- «إذا فتح الله عليكم مصر استوصوا بأهلها خيرًا فإنه فيها خير جند الله».
3- «إن جند مصر من خير أجناد الأرض لأنهم وأهلهم في رباط إلى يوم القيامة».
و قال الحجاج بن يوسف الثقفى عن مصر و المصريين فى وصيته لطارق بن عمرو حين صنف العرب فقال عن المصريين:
لو ولاك امير المؤمنين امر مصر فعليك بالعدل فهم قتله الظلمة وهادمى الامم وما اتى عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الام رضيعها وما اتى عليهم قادم بشر إلا أكلوة كما تأكل النار اجف الحطب ؛وهم اهل قوة وصبر وجلدة وحمل و لايغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه فأتقى غضبهم ولا تشعل نارا لا يطفئها إلا خالقهم فأنتصر بهم فهم خير اجناد الارض وأتقى فيهم ثلاثا :
– نسائهم فلا تقربهم بسوء وإلا اكلوك كما تأكل الاسود فرائسها
– ارضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم
– دينهم وإلا احرقوا عليك دنياك.