محمد فخري
————————————–
لعبت الصدفة وحدها في إتخاذه طريق البحث و التنقيب و الجمع لتراث
و تاريخ مصر في أكثر من زاوية تشكل متحفا صغيرا إن صح التعبير لملامح
مصر القديمة و تاريخها الذي يتحدث بقوة عن الأصالة و كيف أن من بني
مصر جذوره ضاربة في العمق .. و من هنا نشأت هواية الباحث و المغرم
بتاريخ مصر محمد فخري ..
سجلت السنوات القليلة الماضية مخزونا من الإطلاع و البحث
و التنقيب عن أصل كل منظومة أو إسم أو حتي قصاصة من
ورقة دفنت تحت أنقاض الإهمال و تمثل قيمة تاريخية … عبرت أفكاره كل التحديات التي مكنته من
حثو الغبار عن تاريخ مصر العريق . برغم نشأة دور حكومية تابعة لوزارة الأثار مكنت من تدوين تاريخ
مصر عن أخره .. إلا أنه فضل البحث في مناحي أخري مختلفة و غير مترابطة .. كلا في شأن يصور نبذة
عن جزيئ من تاريخ و عراقة مصر.
إعتمد عاشق التراث محمد فخري كما يحلو و أن يطلق عليه منهجا في المداومة علي إقتناء كل ما يصل
إلي يديه من رموز و مقتنيات تمثل حقبة تاريخية .. غير أن الدرب أخذته للتنقل بين شعاب المناطق الأثرية
في جولات و صولات سجلته عدسته و إحتفظ بكل صورة منها و زادها بكل ما تحقق من معلومات ….
لم يكتفي فخري بحفظ تفاصيل هوايته لنفسه.. إنما أراد الخروج بها علي الملأ فيعيد تحريك المياه الراكدة و يبدأ أولي معارضه لإحياء التراث … و من هنا إنطلقت فكرة إحياء تراث مصر من أقصاها إلي أدناها .. و لاقت نجاحا مبهرا شجعت علي إستمرار الإحتفال كل فترة زمنية بجمع من التراث ليكون صورة جمعية لحجم ما تلقته ذاكرته لتتاح للجميع.
محمد فخري عاشق التراث الشاب الأربعيني .. الزوج و رب الأسرة لطفلتين .. لم تكن طموحاته و أحلامه الكد و العمل لأجل أسرته الصغيرة فحسب.. و لكن إحتجز و خصص جزء من ماله و وقته لهوايته و معشوقته مصر. التي يقول فيها أنها الأم و الزاد و الوطن .. و حق علينا و علي الأجيال المتعاقبة أن تزهو و تفخر بتاريخها العريق الضاربة جذوره في عمق التاريخ .
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.