اسحق فرنسيس يكشف فى الوضع الراهن «داعش» يتجه شرقًا.. التنظيم يغير مناطق تمركزه لشن هجمات جديدة
بعد إعلان القضاء على تنظيم داعش في آخر معاقله في الباغوز السورية في مارس 2019، استغل داعش انشغال دول العالم بفيروس كورونا، واتجه شرقًا بسوريا والعراق لتكون منطقتي دير الزور وديالي مركزين رئيسيين لإدارة عملياته الجديدة.
دير الزور والخلايا النائمة
منطقة دير الزور تعتبر أكبر مدن الشرق السوري، كانت بالقرب من منطقة الباغوز آخر معاقل داعش، والمنطقة مقسمة بين تنظيم داعش الذي يعتبر خلايا نائمة الآن في المحافظة، وقوات الجيش العربي السوري، كما أن المؤشرات تشير إلى انتشار داعش في بلدات على الجانب الشرقي لنهر الفرات، نظرًا لبعدها عن سيطرة الجناح الأمني والعسكري لقوات سوريا الديمقراطية (قسد).
في تقرير إحصائي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، مارس 2020، أشار إلى أن داعش منذ هزيمته وإعلان مسؤوليته عن 973 هجومًا في سوريا، كان أكثر من نصف هذه الهجمات في منطقة دير الزور بموجب 580 هجومًا، و150 في الرقة، 141 في الحسكة، و48 في حمص، و33 في درعا، و16 في مدينة حلب، و4 بدمشق، وهجوم واحد في القنيطرة.
كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في يناير الماضي أن ما يقرب من 135 مدنيًّا في دير الزور والرقة والحسكة قتلوا على أيدي اشخاص مجهولين يعتقد أنهم خلايا نائمة لداعش.
ديالي
تقع محافظة ديالي في شرق العاصمة بغداد، بها أكثر من 1.5 مليون نسمة، وتعتبر من أهم محافظات العراق لما لها من تاريخ ثقافي كبير، ويشير الباحث في الجماعات الإرهابية، الأمريكي هارون زيلين، إلى أن “داعشط سيستغل الانقسامات العرقية الكثيرة في هذه المحافظة بين السنة والشيعة والأكراد والتركمان، والاستفادة من الانفلات الأمني، ما يشير إلى احتمالية سيطرة داعش بالكامل على المنطقة، وأنه ليس غريبًا أن تكون هذه المنطقة مركزًا جديدًا لهم، فقد كانت منشأ التمرد بين عامي 2003 و2004، فضلًا عن أن تضاريسها بالجبال والبساتين المنتشرة تجعل الاختباء والكمائن أكثر سهولة.
كما أنهم يستخدمون أسلوب الخطف وطلب الفدية للمدنيين، كمحاولة لفرض السيطرة، كما فعل في الموصل بين عامي 2009 و2014 لتحقيق الاستقرار ومحاولة للظهور مرة أخرى.
وفي العراق شن تنظيم “داعش” ألفًا و143 هجومًا في عدة محافظات، أبرزها محافظة ديالي بـ 452 هجومًا، و171 في كركوك، و146 في بغداد، و138 في نينوى، و133 في الأنبار، و71 في صلاح الدين، و32 في بابل.
ونظرًا لنشاط داعش في هذه المنطقة شن الجيش العراقي أربعة هجمات في شهر يناير 2020 بين منطقتي السادة والبوجمعة على الحدود بين محافظتي ديالي وصلاح الدين، بسبب تحركات فلول داعش المتكررة في هذه المنطقة.
كما أشارت منظمة إحصاء الجثث بالعراق أن داعش قتل نحو261 مدنيًّا بالعراق في شهر فبراير فقط، لترتفع الحصيلة إلى 2392 قتيلًا في عام 2019.