اسحق فرنسيس فى الوضع الراهن يوضح اخر محطة لابو مصعب السورى كانت داعش
الانفصال عن جماعة الإخوان
وبحسب الصحيفة البريطانية «الصنداي تايمز»، عقب أن خرج أبو مصعب السورى من سوريا والتحق بجماعة الإخوان في الأردن من عام 1980 وبقي معها حتى عام 1983، وكان مسؤول الجناح العسكري في الجماعة، وخلال الثلاث سنوات الذي ظل فيهم أبو مصعب في الجماعة وبالتحديد عام 1981، أرسلته إلى العراق أثناء قيام الحرب العراقية الإيرانية، مع مجموعة من زملائه لتلقي التدريبات العسكرية هناك، وكانت دولة العراق حينها على خلاف مع سوريا.
خلال الثلاث سنوات الذي ظل فيهم أبو مصعب السوري عضوًا بارزًا في جماعة الإخوان، حدثت الكثير من الأحداث السياسية، ففي عام 1982 عاد إلى سوريا أثناء المعارك التي قامت بين جماعة الإخوان والأجهزة الأمني في «حماة»، وكان حينها عضو القيادة العسكرية في الجماعة التي وكان يترأس تلك القيادة «سعيد حوى» أبرز قيادات الإخوان في سوريا، ذلك بحسب ما نشرته وكالة «سانا» السورية.
وعقب تلك المواجهات دمرت «حماة» وخسرت جماعة الإخوان معركتها الإرهابية، وظل أبو مصعب السورى في الجماعة حتى عام 1983 وأعلن انفصاله التام عن الإخوان، احتجاجًا على إبرامهم «التحالف الوطني» مع الأحزاب العلمانية والشيوعية والفرع العراقي لحزب البعث، بحسب نفس الوكالة السورية.
«باكستان» وقصة «عبدالله عزام»
في العام الذي انفصل فيه أبو مصعب السورى عن جماعة الإخوان، انتقل إلى باكستان؛ حيث تعرف حينها في «بيشاور» (مدينة باكستانية) على الإرهابي الكبير «عبدالله عزام» ( الأب الروحي لتنظيم القاعدة وقتل عام 1989)، وانضم إلى جمع من العناصر الإرهابية العربية التي أتت إلى باكستان، ودربهم على فنون التفجيرات وصنع القنابل، ومن هنا لقب بـ«مهندس التفجيرات»، بحسب ما ورد في «واشنطن بوست» صحيفة أمريكية.
«لندن» وإرهابه الإعلامي
وعام 1992 ذهب أبو مصعب إلى لندن، بناء على دعوة من قاري سعيد الجزائري (أحد العناصر الإرهابية الجزائرية)، وبقي في بريطانيا كعضو في الخلية الإعلامية الداعمة للجهاد الجزائري، وحينها كتب في نشرة الأنصار الجزائرية وغيرها من نشرات الجماعات الجهادية التي كانت تصدر من أوروبا خلال تلك الفترة أبرزهم «الفجر» الليبية، بحسب ما جاء في هيئة الإذاعة البريطانية الـ«BBC».
إلا أنه أعلن في تسجيل صوته بأنه تخلى عن المسألة الجزائرية بعد أن انحرفت عن مسارها السليم، وأصبحت عبارة عن جماعة تكفيرية مخترقة من المخابرات الفرنسية.
وخلال إقامته في لندن تعرف على جماعة تُعرف بـ«أنصار لابن لادن» وجماعة «الجهاد» «أنصار الإسلام».
إضافة إلى ذلك حاول أن يعيد هيكلة وصياغة الإعلام الإرهابي الجهادي فأسس مكتب دراسات واسماه «دراسات العمل الإسلامي»، بحسب ما ورد في الصحف الإنجليزية.
«أفغانستان» و«طالبان»
وعام 1996 غادر أبو مصعب السوري لندن بسبب أعماله الإرهابية التي لفتت نظر الأجهزة الأمنية الإنجليزية، واتجه إلى أفغانستان في نفس العام، وحينها الإرهابي «الملا محمد عمر» ( كان زعيم طالبان)، وعقب سقوط الحرك في أفغانستان أواخر عام 2001 أعلن أبو مصعب اعتزاله مرة أخرى العمل العسكري والتفرغ للبحث والتأليف، بحسب «نيويورك تايمز» الأمريكية.
وفي ذلك التوقيت نشرت وزارة الخارجية الأمريكية مذكرة بحث واعتقال بحقه وخصصت مكافأة مالية قدرها 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض.
وعام 2005 تم اعتقاله مصادفة من قبل القوات الأمريكية في باكستان، وتم إرساله إلى لسوريا التي مكث في سجونها حتى عام 2012 لأن الحكومة السورية حينها أطلقت سراحه، بحسب «نيويورك تايمز» الأمريكية.
المحطة الأخيرة «داعش»
وعقب أن أفرجت السلطات السورية عنه في 2012، لمن يكن أمام «السورى» سوى « داعش» الذي ظهر عام 2014، فبحسب الصحيفة الإسبانية «La Razon» ، انضم أبو مصعب السورى لتنظيم أبو بكر البغدادي وأصبح قائد الجناح العسكري في التنظيم.