اسحق فرنسيس فى الوضع الراهن أنقرة تجر الدوحة لمعركة الهلاك الأخيرة
تمدد تركيا من نفوذها داخل ليبيا لتحقيق أجندة مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية في المنطقة، فعبر زيارة وصفها البعض بالتصعيدية اجتمع وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، ورئيس الأركان التركي يشار غولر، ووزير الدفاع القطري خالد العطية في العاصمة طرابلس في 17 أغسطس 2020 للقاء مسؤولي حكومة الوفاق الإرهابية، وقادة الميليشيات المدعومة عسكريًّا من أنقرة.
وفي ظل ما تشهده القضية الليبية من استقطاب لواشنطن التي كانت بعيدة لسنوات عن المشهد بما تحمله من رؤية جديدة لمستقبل سرت- إحدى نقطتي الخط الأحمر- تأتي الزيارة التركية القطرية لطرابلس كتصعيد لموقف مشترك يعري رغبة الطرفين في استمرار الانقسام السياسي بالبلاد؛ لخدمة مصالحهما التي يحققها على الأرض فائز السراج ورفاقه.
ماذا بعد؟
تترافق الزيارة الأخيرة مع تصاعد التقارير التي تتنبأ برغبة تركية في استبدال فائز السراج بوزير الداخلية فتحي باشاغا، كما أنها تتشابه مع اللقاء ذاته الذي وقع بنفس الشخصيات ومعهم وزير الداخلية في تركيا خلال 21 يوليو 2020، والذي خرجت بعده الترتيبات لتعيين باشاغا أو على الأقل التمهيد للاستغناء عن فائز السراج.
وبالتالي يطرح ذلك تساؤلًا جديدًا عن ماهية الترتيبات التي ناقشتها الأطراف خلال لقائهم الأخير في طرابلس، وماذا سينتج عنها على أرض الواقع؟ وهل سيؤثر ذلك على مستقبل سرت؟ ففي تقرير لروسيا اليوم أفادت الوكالة بأن وزيري الدفاع يبحثان مع حكومة الوفاق سبل تقديم مزيد من الدعم العسكري والأسلحة للميليشيات غرب سرت تمهيدًا لمحاولة الاقتراب منها.
وفي هذا الصدد، قال المحلل العسكري، سمير راغب في تصريح إعلامي: إن زيارات آكار لطرابلس تحمل في طياتها مؤشرات لرغبة قوية في إشعال معركة بسرت، التي تمثل بوابة الهلال النفطي الليبي، واصفًا الزيارة المشابهة للأخيرة والتي حدثت في يوليو 2020 بأنها كانت لترتيب عسكري عظيم، وبالفعل ظهر بعدها نشر القواعد الصاروخية لأنقرة، والتي دمرت بالكامل.
وأشار الباحث آنذاك أن انعدام الإعلان عن الزيارة وظهورها بشكل مفاجئ يعطي رسائل وإشارات واضحة حول معارك عسكرية يديرها أردوغان بصراحة في المنطقة، وتبرز مطامعه العثمانية في ليبيا.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.