العاصمة

استغاثة من كورونا

0

 

بقلم دكتور محمد سعد

برغم ذلك الواقع المفروض علينا وردود الأفعال المتباينة والمختلفة ما بين تهويل أو تهوين أو اعتراف بالحقيقة والتي لا زلنا نواجهها فنتأرجح ما بين سلبيات أو شائعات وما بين صبر وأمل وأيجابيات من الآلاف بل من الملايين
أنه واقع كورونا الأليم، ذلك الزلزال الذي اجتاح العالم في قسوة وبلا اختيار. فكان وبلا شك بطلا تربع على مسرح أحداث الحياة ليقف الجميع رغم علمهم وقوتهم أمامه حائرين
ذلك الدرس القاسي لكل سلبي وإرادة تعلو لها هِمم الإيجابيين
ورغم ذلك لا بد لأنوار الأيجابية أن تعلو في إضاءتها بل ولا بد من صوت الأمل أن يعلو لترحل كورونا عنا بلا رجعة فنخرج من هلاكها لنا سالمين
ليبقى السؤال ترى ماذا بعد كورونا التي فرضت خيرها وشرها على الجميع
ترى … هل تستمر أولى أيجابياتها بالمساواة في إصابتها لنا بين القوي والضعيف وبين الغني والفقير وحتى بين الحكام والمحكومين
هل ستنطفئ نيران العداوة بين كبار الدول العظمى التي اتحدت لتطبيق كافة الإجراءات الوقائية أو العلاجية للموت المحتوم من وباء لم نواجه مثله منذ مئات السنين
هل تظل التكنولوجيا الأمان الأمثل للوقاية كبديل للعلاج كما اكتشفت الصين
أم سيتغير الهدف فيحولها الاختراق بالبصمة أو ارتداء سوار إلى مشاعر هشة فتكون عبثا للمتلاعبين

هل ستبقى الرحمة للمحتاجين من شعوب الارض
هل سننسى الحرب ومن زلات البشر وخطاياهم يهدأ أنين الأرض
هل سنبقى دوما في تقدير لأهمية التععليم ونعمة الصحة
هل نظل على سابق عهدنا بدوام النظافة بالغسل والتعقيم وتجنب إلقاء القمامة.
هل سنظل ننعم بهواء نقي من الآن دون انتظار لحظر يفرض علينا فنمنع السجائر التي لا نستنشق منها سوى الدخان
ثم أعود فأحيي مصر الحبيبة
داعيا لها بدوام الأمن وأن يعم الخير فيها بلا نفاد من قراها قبل المدينة
فهل سنظل ننعم بالأمن والرعاية في ظل قيادة حكيمة
والأطباء اصحاب الجيوش البيضاء والمواجهين للخطر بمجهودات عظيمة
تحية عرفان وتقدير من الجميع فهل ستبقون رمزا للشجاعة والتحدي وغرس القيم النبيلة
وأنتم قادة التربية وتاج التعليم
هل سنواصل استئناف ما بدأناه في مسيرة التعليم عن بعد
لنساهم في خلق جيل متعاون يدرك أهمية البحث وقيم النظام والمثابرة في مسؤولية وجد
هل سننتبه إلى قيمة الجلوس في البيت
فلقد تعلمنا من خلاله الأيجابية في الترابط وربما العمل والتعاون وابتكار شتى مجالات الخير
هل سنظل على مبادرات المساعدة للعمال والفقراء والمحتاجين
هل سنفرح قريبا بوجود شباب استغل التكنولوجيا في تطوع لخدمة الآخرين
تحية فخر وتقدير لشباب أطباء الإسكندرية فقد كانوا ولا زالوا من بيوتهم في مختلف التخصصات بالمجان للناس خير مستشارين
هل سينبئ شباب مصر عن وجود مخترعين
مثل مخترعي أجهزة التنفس الصناعي والذي كان الحياة وبارقة الأمل للمصابين
هل سنبقى بلا زحام فلِمَ لا والمواصلات قد ازدادت بأنواعها ومستشفيات متحركة وعربات إسعاف جوي طائرة لسرعة نقل الحالات الحرجة وفريق الطوارئ على الدوام متواجدين

أسئلة كثيرة تدور في رأسي فبعد تلك الإيجابيات في أي عهد قررنا أن نكون

هل جاءت كورونا لنفيق أم أننا لن ندرك بعد أننا لن نتجاوز تلك الهزة الأرضية التي تحملنا منها ما لا نطيق
هل سنعود لفطرتنا التي خلقنا الله عليها.
ام اخترنا تشويهها بالفرقة والطمع عابثين فيها متفانين في صنع الشر متناسين ما حصدته كورونا من أرواح تواروا في تراب الأرض وقد استحالت عودتهم إليها

عندها لا مفر من انتظار لمجهول مثل كورونا أو أشد ليفتك بقوته كل البشر
فما جاءت كورونا إلا لتوقظ بها الضمائر وتحيي بسطوتها القلوب
تنادي بالاستقامة والسير على خطى الهدى والحق في كل الدروب
فأنا كورونا أستغيث إليكم أفيقوا أيها الغافلين استحلفكم
فرغم قوتي الخفية معكم
إلا أن لي قلب يناشدكم
أن وجودي لم يكن ضررا بقدر ما كان نعمة من الله عليكم

مضى أمس وجاء اليوم وكلنا شوق أن يمضي البلاء مبشرا بغد أفضل
أرجوكم يا صناع الأمل
أكثروا الدعاء واتركوا العداوة والكبر واحيوا في مثل تلك الأيام قيمتي العلم والعمل
سنظظل بحفظ الله أقوى قلوب مطمئنة وعقول مفكرة تسعى للأفضل دون كلل أو ملل
ومهما كانت قسوة البشر ستبقى كورونا خير معلم او أب استطاع بقسوته أن يلين قلوبا أقسى من الحجر
فلا اختيار سوى أن نفيق فنبدأ عهدا جديدا تصفو به نفوس البشر
وإلا ستظل كورونا عدوا يحاصرنا دون أن نجد منه مهربا أو مفر.

اترك رد

آخر الأخبار