العاصمة

احترس من لسانك…. متابعة….. اسلام محمد

0

متابعة اسلام محمد

سوء الظّنّ بعباد الله؛ وقد نهانا الله سبحانه وتعالى عن سوء الظن بإخواننا المسلمين؛

لما فيه من إثم مبين وذنب عظيم، فقال سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾.
وسوء الطن اما ان يكون خير واما ان يكون شر القسم الأول: ظن الخير بالإنسان

، وهذا مطلوب أن تظن بإخوانك خيراً ما داموا أهلاً لذلك، وهذا هو المراد بالآية،

وكذلك حسن الظن بالله تعالى:
القسم الثاني: ظن السوء، فيحرم علينا أن

نظن سوءًا بمسلم ظاهره العدالة، فإنه لا يحل أن نظن به إلا الخير، وقد ثبت في

الصحيحين، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه

وسلم- قال: “إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث”. يقول الطبري في تفسيره يا أيها

الذين صدّقوا الله ورسوله, لا تقربوا كثيرا من الظنّ بالمؤمنين, وذلك أن تظنوا بهم

سوءا, فإن الظانّ غير محقّ, وقال جلّ ثناؤه : ( اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ ) ولم

يقل: الظنّ كله, إذ كان قد أذن للمؤمنين &; 22-304 &; أن يظن بعضهم ببعض الخير,

فقال : لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ

مُبِينٌ فأذن الله جلّ ثناؤه للمؤمنين أن يظنّ بعضهم ببعض الخير وأن يقولوه,

وإن لم يكونوا من قيله فيهم على يقين وعن ابن عباس, في قوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ

آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ ) يقول: نهى الله المؤمن أن يظنّ بالمؤمن شرّا. وقال

ابن كثير رحمه الله: “يقول تعالى ناهيًا عباده المؤمنين عن كثير من الظن، وهو

التهمة والتخوُّن للأهل والأقارب والناس في غير محله؛ لأن بعضَ ذلك يكون إثمًا

محضًا، فليُجتنب كثيرٌ منه احتياطًا”. وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث،

ولا تحسّسوا، ولا تجسّسوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا”.

وتأمل في قول الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ

الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا)؛ نلاحظ في هذه الآية الكريمة أنه

تعالى قدّم سوء الظن ثم التجسس ثم الغيبة، وفي هذا ترتيب عجيب أشار إليه

القرطبي -رحمه الله- فقال: “لأن الإنسان إذا ظن السوء سينتقل إلى مرحلة أخرى

وهي التجسس ليتأكد، ثم بعد التجسس سوف يغتاب ذلك الرجل بذكر معايبه”.

فبعضها يجر بعضًا، فانظر إلى هذا التسلسل العجيب لأن الله هو الخالق لهذا

الإنسان، وهو العالم كيف تتسلسل في النفس، وفيه تنبيه من جانب آخر أنه

يجب على الإنسان أن يغلق أبواب الشر على نفسه؛ لأنه إذا فتح باب الظن انفتح ب

التجسس، ثم إذا امتلأ القلب بهذه الأمور المنكرة أصبح يفرِّغها في المجالس التي

يجلس فيها، فيقع في الغيبة.
ويكفي سوء الظن قبحا وسوءا أنه من

صفات الجاحدين والمنافقين: وما منع الناس أن يستجيبوا للحق، ويتبعوا الرسُلَ

إلا عنادهم واستكبارهم وسوء ظنهم… قال تعالى عن قوم هود: ﴿ قالَ الْمَلأ الذِينَ كَفروا

مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي سَفاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكاذِبِينَ ﴾. وقال تعالى عن قوم نوح:

﴿ فَقالَ الْمَلأ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ

أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ ﴾.

وقال تعالى عن فرعون: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ فَسْئَلْ بَنِي

إِسْرائِيلَ إِذْ جاءَهُمْ فَقالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً ﴾.

وقال تعالى عن مدين قوم شعيب: ﴿ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ وَما أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ ﴾

. وقال عز وجل عن المنافقين من هذه الأمة: ﴿ وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ

يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ

الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ

شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ

وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ ﴾.

سوء الظن يُضْعِف الثقة بين المؤمنين:
فإن سوء الظن إذا انتشر في المجتمع

تفرق شمله، وتمزقت روابطه، وساءت أحواله، وكثرت فتنه ومحنه… والله تعالى

يقول: ﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ

إِخْوَانًا ﴾ [آل عمران: 103]. ويقول سبحانه: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا

بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ﴾ [الحجرات: 10].

اترك رد

اشتراك

آخر الأخبار