وها هانت لحظات الفراق الذي يفارق فيه الحبيب حبيبه فماذا ننتظر من احسن العمل احسن في الوداع ونحن الان في ايام الاجتهاد التي يجتهد في العبد في العبادة والتقرب والتذلل والخضوع لله تعالى وحده وقدوته في ذلك سيد الخلق علية افضل الصلاة والسلام كان يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ليحسن توديع رمضان ففي صحيح مسلم قال السيدة عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان مال يجتهد في غيره
وفي العشر الأواخر من رمضان تصف السيدة عائشة رضي الله عنها وعن ابها أحوال النبي في العبادة فتقول شد ( شد المئزر )
اختلف العلماء في معنى ( شد المئزر ) فقيل : هو الاجتهاد في العبادات زيادة على عادته صلى الله عليه وسلم في غيره ، ومعناه : التشمير في العبادات ، يقال : شددت لهذا الأمر مئزري ، أي : تشمرت له وتفرغت ، وقيل : هو كناية عن اعتزال النساء للاشتغال بالعبادات .
وقال البخاري في هذا وقوله : ( شد مئزره ) أي : اعتزل النساء ، وبذلك جزم عبد الرزاقعن الثوري ، واستشهد بقول الشاعر :
قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم عن النساء ولو باتت بأطهار
وذكر ابن أبي شيبة عن أبي بكر بن عياش نحوه ، وقالالخطابي يحتمل أن يريد به الجد في العبادة كما يقال : شددت لهذا الأمر مئزري ، أي : تشمرت له ، ويحتمل أن يراد التشمير والاعتزال معا ، ويحتمل أن يراد الحقيقة والمجاز ، يقول : طويل النجاد ، لطويل القامة ، وهو طويل النجاد حقيقة ، فيكون المراد شد مئزره حقيقة فلم يحله واعتزل النساء وشمر للعبادة . قلت : وقد وقع في رواية عاصم بن ضمرة المذكورة : ” شد مئزره واعتزل النساء ” فعطفه بالواو فيتقوى الاحتمال الأول .