العاصمة

إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ

0

 

الكاتبة تهاني عناني

 

العاشر من شهر محرم، يوافق اليوم الذي نجّى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنوده.

موسى عليه السلام نجاه الله من هذا الكرب العظيم…كيف؟

فالعدو من خلفهم والبحر من أمامهم،

لا يعلم! كل ما يعلمه أن له رب وأنه في معية الله، في تلك اللحظة تجمع كل يقينه بالله فى أنه سيهديه للنجاه.

لما قال أصحاب موسى من بني إسرائيل إنا لمدركون، أي سيلحقنا فرعون وجنده ويهلكونا حتما فالبحر أمامنا والعدو خلفنا.

قال موسى عليه السلام بيقين وصدق وثقة وحسن ظن بالله (كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)(الشعراء 62).

اكتفي موسى بالمعية ولم يعرف كيف تكون النجاة، فجزاه الله عز وجل بأن أنجاه وقومه، فقال تعالى(فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ) وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)

(الشعراء 68:63).

فما أحوج الأمة في هذا الزمان إلي يقين وتوكل صادق. خذ بالأسباب وقل يارب ولا تهتم بالطريقة التي سوف يخلصك الله بها، دع ذلك لربك. “ففروا إلى الله”.

#فضل العاشر من محرم

عن عبدالله بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم (لَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ، وجَدَهُمْ يَصُومُونَ يَوْمًا، يَعْنِي عَاشُورَاءَ، فَقالوا: هذا يَوْمٌ عَظِيمٌ، وهو يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ فيه مُوسَى، وأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ، فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ، فَقالَ: أَنَا أَوْلَى بمُوسَى منهمْ. فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ) (صحيح البخاري).

وعنه أيضاً “عبدالله بن عباس” (حِينَ صَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَومَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بصِيَامِهِ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، إنَّه يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فَإِذَا كانَ العَامُ المُقْبِلُ -إنْ شَاءَ اللَّهُ- صُمْنَا اليومَ التَّاسِعَ، قالَ: فَلَمْ يَأْتِ العَامُ المُقْبِلُ حتَّى تُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ) (صحيح مسلم).

عن أبو قتادة الحارث بن ربعي أن رسول الله (سُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَاشُورَاءَ، فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ)(صحيح مسلم).

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

آخر الأخبار