العاصمة

إغراق فرعون وجنوده

0

إغراق فرعون وجنوده

بقلم / السيد سليم

نواصل الحديث عن قصة موسى عليه السلام فبعد أن تراء الجمعان وظن أصحاب موسي عليه السلام انهم هالكون ولكن عناية الله ومعية الله التي يحياها موسي هي من تراعاهم وهاهي العصا والتي تعد جند من جنود الله يتحدى بها موسي أعداء الله

ويذكر الله تعالى كيفية إغراقه فرعون وجنوده، فإن بني إسرائيل لما خرجوا من مصر وهم فيما قيل ستمائة ألف مقاتل ، اشتد غضب فرعون عليهم، فأرسل في المدائن حاشرين يجمعون له جنوده وركب وراءهم في أبهة عظيمة وجيوش هائلة لما يريده اللّه تعالى بهم، فلحقوهم وقت شروق الشمس، { فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون} ، أي كيف المخلص مما نحن فيه؟ فقال: { كلا إن معي ربي سيهدين} ، فأمره اللّه تعالى أن يضرب البحر بعصاه، فضربه فانفلق البحر، فكان كل فرق كالطود العظيم، وجاوزت بنو إسرائيل البحر، فلما خرج آخرهم منه، انتهى فرعون وجنوده إلى حافته من الناحية الأخرى، وهو في مائة ألف، فلما رأى ذلك هاله، وأحجم وهاب وهمَّ بالرجوع، وهيهات ولات حين مناص، فاقتحموا كلهم عن آخرهم، وميكائيل في ساقتهم، لا يترك منهم أحداً إلا ألحقه بهم، فلما استوسقوا فيه وتكاملوا، وهمَّ أولهم بالخروج منه أمر اللّه القدير البحر أن يرتطم عليهم، فارتطم عليهم، فلم ينج منهم أحد، وجعلت الأمواج ترفعهم وتخفضهم، وتراكمت الأمواج فوق فرعون، وغشيته سكرات الموت، فقال وهو كذلك: { آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين} ، فآمن حيث لا ينفعه الإيمان { فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا} ، ولهذا قال اللّه تعالى في جواب فرعون حين قال ما قال: { آلآن وقد عصيت قبل} أي أهذا الوقت تقول، وقد عصيت اللّه قبل هذا فيما بينك وبينه؟ { وكنت من المفسدين} أي في الأرض،

وعن ابن عباس قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (لما قال فرعون آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل – قال، قال لي جبريل: لو رأيتني وقد أخذت من حال -حال البحر: طينه الأسود- البحر فدسسته في فيه مخافة أن تناله الرحمة) “”ورواه الترمذي وابن أبي حاتم وقال الترمذي: حديث حسن””. وقوله تعالى: { فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية} ، قال ابن عباس إنَّ بعض بني إسرائيل شكّوا في موت فرعون، فأمر اللّه البحر أن يلقيه بجسده سوياً بلا روح، ليتحققوا من موته وهلاكه؛ ولهذا قال تعالى: { فاليوم ننجيك} أي نرفعك على نشز من الأرض { ببدنك} ، قال مجاهد: بجسدك، وقال الحسن: بجسم لا روح فيه، وقوله: { لتكون لمن خلفك آية} أي لتكون لبني إسرائيل دليلاً على موتك وهلاكك، وأن اللّه هو القادر الذي ناصية كل دابة بيده، وأنه لا يقوم لغضبه شيء، { وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون} أي لا يتعظون بها ولا يعتبرون بها، وقد كان إهلاكهم يوم عاشوراء كما قال ابن عباس: قدم النبي صلى اللّه عليه وسلم المدينة واليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: (ما هذا اليوم الذي تصومونه؟) فقالوا: هذا يوم ظهر فيه موسى على فرعون، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم لأصحابه: (وأنتم أحق بموسى منهم فصوموه) واكتفى بهذا القدر من قصة موسي عليه السلام والذي أردت من خلالها بيان قدرة الله وتايده لموسي عليه السلام بمعجزاته الباهرات من خلال عصا موسي وتأثيرها وتحويلها بقدرة الله وأسأل الله أن يتقبل هذا العمل خالصا له

اترك رد

آخر الأخبار