كتب: المستشار/ هشام فاروق رئيس محكمة استئناف الإسكندرية.
في عام 1958 أمر الزعيم الصيني الشيوعي ماو تسي تونج بقتل كل طيور الدوري في الصين بزعم أنها تأكل المحاصيل الزراعية ، واعتبرها آفة يجب إبادتها لأنها – حسب تصوره – تُعيق تقدم الصين الزراعي والاقتصادي!
بدأت حملة شعواء على هذه العصافير المُسالمة ، إذ تم دفع السكان لمُلاحقتها وقتلها ومنعها من الهبوط على الأرض أو بناء الأعشاش وإخافتها وترويعها باستخدام الطبول حتى تموت من التعب والإجهاد! وكان يتم إطلاق الرصاص عليها في الجو وعلى الأشجار حتى صارت على وشك الانقراض في الصين!
تم قتل مئات الملايين من هذه الطيور المسكينة! هل انتهت الأمور عند هذا الحد؟! أبدا والله! كانت هذه بداية الكارثة وليس نهايتها! في العام التالي لاحظ السكان أن أعداد الحشرات التي كانت تتغذى على المحاصيل كالجراد وغيره قد تضاعفت عشرات المرات ، فقد كانت عصافير الدوري تأكل أعدادا مهولة منها! وبغياب مُفترستها الطبيعية – طيور الدوري – تضاعفت أعداد الجراد والحشرات الأخرى آكلة المحاصيل زيادة مُخيفة مهولة وتوحشت ، وأكلت المحاصيل الزراعية في كل المقاطعات الصينية بشكل سريع مما أدى إلى نفاد الأغذية بشكل مُرعب! حدثت المجاعة العظمى في الصين ومات فيها جوعا بشكل مُروع – حسب الباحثين – ما بين 45-78 مليونا من البشر!
إن الله لم يخلق شيئا عبثا! كانت تلك العصافير الصغيرة تحجز عن الناس هذه الكارثة الكبيرة! يقول الله تعالى:”أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ”(الملك-14) نعم! “اللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”!