بقلم / محمــــــد الدكــــــــرورى
هذا سؤال عن النبى محمد صلى الله عليه وسلم سأله هرقل ملك الروم لصحابى جليل من
صحابة النبى صلى الله عليه وسلم ونحن فى ذكره مولده العطره يجب علينا ان نتحدث عن
سنته وعن حياته وعن ما قدمه للاسلام وللبشريه كلها واين كان السؤال وما هى المناسبه
وهى عندما وجه النبي عليه الصلاة والسلام دُحْيَةَ الكَلْبِيّ صحابياً جليلاً إلى هرقل مَلِك الروم ،
يدعوه فيه إلى الإسلام ، وصدف أن كان في حاضرة هرقل قومٌ من قريش ، على رأسهم أبو
سفيان ، فاستدعى هؤلاء القوم في حضرة دُحية الكَلبي ، ودار الحوار بينه وبين أبي سفيان على النحو التالي : ـ قال هرقل : أيكم أقرب نسباً من هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ . فقال أبو سفيان : أنا . فقال هرقل : إني سائلٌ هذا الرجل- الآن وجَّه كلامه إلى العرب الذين مع أبي سفيان القرشيين – فإن كذبني فكذبوه . السؤال الأول : كيف حسبه فيكم ؟ قال أبو سفيان : هو فينا ذو حسب . قال : هل كان من آبائه ملك ؟ قال أبو سفيان : لا . قال هرقل هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ . قال : لا . قال : أيتبعه أشراف الناس أم ضعفاؤهم ؟ قال : بل ضعفاؤهم . قال : هل هم يزيدون أن ينقصون ؟ قال : بل يزيدون . قال : هل يرتد أحدٌ منهم عن دينه بعد أن دخل فيه ؟ قال : لا . قال : هل قاتلتموه؟ قال : نعم . قال : فكيف كان قتالكم إياه ؟ قال : الحرب بيننا وبينه سِجال نصيب منه ويصيب منا . قال : هل يَغْدِر ؟ قال : لا ، ونحن منه في مُدَّةٍ لا ندري ما هو صانعٌ فيها . قال هرقل : هل قال هذا القول أحدٌ قبله ؟ قال أبو سفيان : لا . قال هرقل : يا أبا سفيان سألتك عن حسبه فيكم فزعمت أنه فيكم ذو حسب ، وكذلك الرُسُل تبعث في أحسب أقوامها ، وسألتك هل كان في آبائه ملك ؟ فزعمت أن لا . فقلت : لو كان في آبائه ملك قلت رجلٌ يطلب مُلك آبائه، وسألتك عن أتباعه أضعفاؤهم أم أشرافهم ؟ قلت : بل ضعفاؤهم ، وهم أتباع الرُسُل عادةً ، وسألتك هل تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ فزعمت أن لا ، فعرفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ثم يذهب فيكذب على الله ، وسألتك هل يرتد أحدٌ منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه ؟ فزعمت أن لا ، وكذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب ، وسألتك هل يزيدون أم ينقصون ؟ فزعمت أنهم يزيدون ، وكذلك الإيمان حين يتم ، وسألتك هل قاتلتموه ؟ فزعمت أنكم قاتلتموه ، فتكون الحرب بينكم وبينه سجالاً ينال منكم وتنالون منه ، وكذلك الرسل تبتلى ، ثم تكون العاقبة لهم ، وسألتك هل يغدر ؟ فزعمت أن لا ، وكذلك الرسل لا تغدر ، وسألتك هل قال هذا القول قبله أحدٌ ؟ فزعمت أن لا ، فقلت : لو كان قال هذا أحدٌ قبله ، قلت رجلٌ ائتم بقول من قبله . ثم قال هرقل : بما يأمركم ؟ قال أبو سفيان : يأمر بالصلاة والزكاة والصلة والعفاف. فقال هرقل : إن يك ما تقول حقاً فإنه نبي ، وقد كنت أعلم أنه خارجٌ ولم أكن أظنه منكم ، ولو أني أعلم أني أخلص إليه لأحببت لقاءه ، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه ، وليبلغن ملكه ما تحت قدمي هذه .
هذه قصةٌ أثبتتها كُتب التاريخ ، تبين رجاحة عقل هرقل ، وبعد نظره ، والأسئلة الدقيقة التي سألها أبو سفيان فاللهم اجعلنا من أتباع هذا الرسول العظيم . واللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد …