العاصمة

أوراق اللعب من ملف المخابرات العامة

0

إيمان العادلى

الحلقة الأخيرة

ثم جاءته الفرصة على طبق من ذهب عندما ربحت زوجته رحلة مجانية لمدة شهر كامل من شركة( بيتون ) للسياحة التي أعلنت أنها ستتكفل بمصروفات السفر والإقامة بالإضافة الى حصولها على جائزة مالية بقيمة المصروفات الخاصة !! ولأن الأمر لا يقاوم سافرت زوجة الجنرال وتركته وحده فى منزلهما طوال الفترة من منتصف أغسطس الى منتصف سبتمبر 1973م ، وعلى ذلك تلقى دافيد باراهودا وفرانسوا مولييه الدعوة لقضاء أمسيات السبت فى منزل الجنرال ايزاك رابينوفيتش حول طاولة لعب خاصة… ووصلت المخابرات المصرية الى قلب منزل الرجل الذى يحتفظ بأهم أسرار العسكرية الإسرائيلية ، وعندما تأتى سكرة الربح ويغرق الجنرال فى نعاس عميق محتضنا أمواله وأوراق اللعب ، وفى حين يجلس دافيد لحراسته، كان العميل المصري الذى ينتحل شخصية الفرنسي ليخفى حقيقته كخبير خزائن لا يشق له غبار، يبدأ فى التجول بحرية داخل منزل الجنرال ليفحص كل شبر بحثا عن تلك الخزينة السرية التي تحوى كل أوراق ووثائق الجنرال السرية ، والواقع ان تلك الخزينة كانت تحفة أمنية بكل المقاييس حتى ان خبير الخزائن المحنك قد احتاج الى ثلاثة أمسيات كاملة قبل ان يعثر عليها والى أربع ساعات كاملة فى الأمسية الرابعة والأخيرة قبل عودة زوجة الجنرال ، حتى يتجاوز كل استحكاماتها مع أول ضوء شمس ، ليبدأ البحث وسط كل ما تحتويه من أوراق سرية عن شفرة الدفاع الجوى.. ومن المؤكد ان المخابرات المصرية أدركت كم كانت خطتها عبقرية عندما تلقت ثلاثة من الميكروفيلم تحوى عشرات الصور التي التقطها العميل المصري لكل الوثائق السرية التي تحتويها الخزينة قبل ان يعيد إغلاقها على نحو لا يمكن معه كشف ما فعله بها وبمحتوياتها، وفى الوقت ذاته الذى تلقت فيه القوات الجوية المصرية شفرة الدفاع الجوى الاسرائيلى كان دافيد وفرانسوا يواصلان للعب والخسارة أمام الجنرال رابينوفيتش فى نفس المقهى الذى وافق الاثنان على العودة إليه بعد عودة زوجة الجنرال من الرحلة التي دفعت ثمنها المخابرات المصرية عبر واحد من أهم واخطر عملائها فى تل أبيب ، وفى الرابع من أكتوبر 1973 م سافر دافيد وفرانسوا (رجل المخابرات المصرية ) الى باريس مع وعد للجنرال بقضاء أمسية السبت التالي فى المقهى ليواصل أرباحه ، وكانت تلك هي أخر مرة يحصل فيها الجنرال على أموال المخابرات المصرية ، ففي ظهر السبت التالي السادس من أكتوبر 1973م انقضت الطائرات المصرية على خط بارليف وكل معسكرات ومطارات إسرائيل فى قلب سيناء وجن جنون الإسرائيليين عندما فشلت دفاعاتهم الجوية فى اصطياد نسور مصر الذين انطلقوا يحطمون وينسفون الغطرسة الإسرائيلية ويمحون أسطورة الجيش الاسطورى الذى لا يقهر أبدا ، وفى القاهرة راح الرئيس السادات يوزع الأوسمة والنياشين على الجيش المنتصر ويتلقى تهاني شعبه الذى أسكره النصر وأعاد إليه الثقة بقيادته وحكومته وفى الوقت ذاته اخذ رجال المخابرات المصرية يراجعون تقارير العمليات الأخيرة ، ويبتسمون فى ثقة بعد أن أدركوا أنهم كانوا يمسكون أوراق اللعبة فى أيديهم طوال الوقت.

انتهي

ال اللقاء في عمليات اخري
شكرا لحسن متابعتكم

اترك رد

آخر الأخبار