كتب / عمرو الفقي
ذات يوم في إحدى مكالماتنا الهاتفية الطويلة ، سألتني برقة عصفور يختبئ حبا وخوفا تحت جناح أمه في ليلة مقمرة تتبارى النجوم فيها اختطاف نظرات العاشقين ، وسط تلاحق النسمات حاملة همسات هم ، قالت لي حبيبتي ” صفي ”
قلت لها ضاحكا ” المرأة السلحفاة ! ”
تغير صوتها ، نعم لم تستسغه ، لم يرق لها ، ولها الحق…كل الحق ؛ أيعقل أن يصف عاشق معشوقته بهذا الوصف ، أيها الأحمق أين تلك المسميات التي تعشقها النساء ، أيها الغبي صفها بالقمر العطري ، بالنغمة اللامعة ، بعروس البحر بأي من تلك الصفات التي تليق بها …لكن ذلك المتهور المأفون المدعو عقلي أبى وإلا أن يطلق عليها ” سلحفاة ” !!!!
بل ويالحماقته حاول أن يخاطب كيانها الأنثوي بمنطق عقلي ليشرح لها وجهة نظره !
هنا تراجعت متخذا وضعا انسحابيا وتاركا ساحة المعركة تقرر وحدها من الخاسر في معركة ( الجميلة و الأحمق )
– عقلي :- أتدرين لم أطلقت عليك ذلك ؟
– الجميلة :- لا
– عقلي :- أنتي هي في تلك الصدفة القوية الصلبة التي تحميها من كل ما حولها ، هي تخفي بداخلها كل شئ ، جسدها الغض ، ضعفها ، انكسارها ، غضبها ، حبها ، سخطها. …
فلا يبين منها إلا رأسها الذي دائما ما يرنو نحو الأعلى …..
ابتسمت عبر أثير الهاتف قائلة ” وماذا بعد ؟ ”
قلت إن استطعت إخراجك لعالمي أو الدخول لعالمك فما مكافأتي ؟
أجابت جميلتي ” ماذا تريد من سلحفاة ؟ ”
أجبتها ” فقط السلحفاة !!!!!”
واستمرت المكالمة وحاول لساني إصلاح ما أفسده ذلك الأحمق بحديثه الفلسفي ، فأطلق عليها أسماء مضحكة ظنها غزلية ، ولن أذكرها إلا بيني وبين السلحفاة !!
انظروا جيدا إلى معشوقاتكم ستجدونهن منقسمات إما لحبارات خارجها رخو لين وداخل صلب أصم فاحترسوهن ….
أو كسلحفاة كمعشوقتي فاعشقونهن حتى الثمالة
مثلي أنا حتى اليوم …..
وما بين الصنفين بون شاسع وفروق جم……..
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.