أمى الحبيبه (١)

بقلم سهير عسكر
أمى الحبيبه التى كانت وستظل أجمل شئ فى حياتى
عندما كنا صغارا كانت تسألنا ذاك السؤال المقدس:
تحبوا تاكلوا ايه النهارده؟
وما أصعبه من سؤال وتردف أمى بكل حب وبراءة:
أعملكوا فراخ
لأ لأ ياماما زهقنا منها
طاب لحمه وطبيخ طاب حمام
تقيل ع المعده
طاب كفته ..حواوشي…بانيه..سوتيه…هاه قرروا بسرعه
مش عارفين؟اعمليلنا حاجه على ذوقك
وتفاجئنا أمى الحبيبه كعادتها
يانهار اسود عدس ..انتى طبختى عدس من فراخ وحمام ل عدس
وتقول أمى بكل حب:
اه عدس ..مش عاجبكم يا ولاد ال…..
وبعد تناول الغداء الفاخر المحاط بالبصل الأخضر والباذنجان المخلل وقصيده من العك ملوخيه بايته محشي من الاسبوع الماضى وأى شئ يمشي مع أى شئ
والمطلوب منك أن تأكل بشهيه مفتوحه وتقبل يد أمك وتشكرها بكل حب بغض النظر عن حرقان المعده والتلبك المعوى الذى سيحدث لك بعد تلك الوجبه الشهيه
كل دا شئ عادي مفيش أدنى مشكله
وبعد الغداء
ماما ياريت بقي حاجه حلوة ننسي بيها اللي حصل
وترد أمى ببرائتها المعهودة
ايه رأيكم اعملكوا ايه؟بسبوسه ولا بلح الشام ولا كيكه
أبوس ايدك يا ماما الا الحلويات دى صنعه أرجوكى مش عاوزين اختراعات احنا مش ناقصين بدل ماتعمليلنا سد الحنك
واشتاطت أمى غضبا
خلاص ياحبيبتي اعمليلنا انتى الحلو
طاب ايدك بقي على مبلغ محترم
ليه بقي ياختى ما السمن والسكر عندنا
(مش قلتلكوا انها كانت ناويه علي سد الحنك)
لا ياروحى عاوزة ١٠بيضات ودقيق وبيكينج بودر و….و….
ليه ليه دا كله؟
أعمل كيكه اسفنجيه
هما بيضتين مفيش غيرهم وبواقى الدقيق والسكر بتاعنا ملقح فى المطبخ عندك
كده طاب والله ماانا عامله
أحسن برضه هعمل أنا وأوريكى يابتاعه المقادير
(يا جماعه حد يتصلنا بشيف حلوانى ينقذنا من البهدله اللي احنا فيها دى)
مش قادرة أشوف المنظر
وخلطت أمى كل شئ على كل شئ
يا ماما البيض والسكر بيضرب مع بعضه
اسكتى انتى جاتك ضربه
وفى النهايه مفاجأة
الله ايه الكيكه الحلوة دي عملتيها ازاى؟
بالبركه ياحبيبتي طول عمرى بعملها كده
بجد الأم مدرسه هى مش محتاجه غير شويه توجيه مش أكتر يعني لو أمك عملتلك عدس ماتزعلش أكيد هتعوضهالك فى حاجه تانية
بحبك جدا يا أمى
دا حقيقي مش خيال