أمراض القولون العصبي و أسبابها و أعراضها وطرق العلاج.
كتبت الدكتورة أمينة النجولي
أمراض القولون
اهمها متلازمة القولون العصبي (IBS) هي حالة شائعة جدا والتي تتراوح نسبة انتشارها في العالم الصناعي من 10% إلى 20 %.
المصابون بأمراض القولون يعانون عادة من الام في البطن وتغييرات في التغوط مثل التغوط غير المنتظم، الإمساك أو الإسهال. قد تكون هناك أعراض إضافية مثل انتفاخات البطن، التغوط والبراز المخاطي.
أسباب أمراض القولون العصبي
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي ل”متلازمة القولون العصبي” والتي تؤثر معا.
وقد أظهرت الدراسات وجود تغيير في الاتصال العصبي والهرموني الذي يربط بين الدماغ والجهاز الهضمي وبين الجهاز الهضمي والدماغ
أسباب التغيير قد تكون وراثية أو بيئية أو نفسية. وأبرز أسباب الإصابة:
اضطراب في الحركة المعوية: إذ تظهر على المصاب مجموعة متنوعة من الاضطرابات الحركية في القولون والأمعاء الدقيقة، مثل الإسهال أو الإمساك.
زيادة في الشعور بالألم الصادر عن جدار القولون، مع شعور بالضغط منخفض نسبيا قد لا يسبب لدى الغالبية العظمى من الناس الشعور بالألم.
امتلاء المستقيم: أو أجزاء أخرى من القولون بكميات صغيرة نسبيا من البراز مما يشكل ضغط غاز منخفض نسبيا قد يسبب ألم البطن والحاجة للتغوط بشكل متكرر.
الأسباب النفسية الاجتماعية: أكثر من نصف مرضى القولون العصبي يعانون بالأصل من مشاكل نفسية مثل الاكتئاب أو القلق، هذه المشاكل قد تؤثر على تحفيز شعور المريض بالألم.
أعراض القولون العصبي
متلازمة القولون العصبي هي مشكلة مزمنة، تبدأ أعراض القولون العصبي عادة في أواخر سنوات المراهقة وتستمر حتى العشرينات. مدة ظهور الأعراض قبل تشخيص المتلازمة – ثلاثة أشهر على الأقل.
يتم التشخيص بعد تقييم الأعراض وفقا لمعايير معينة وبعد نفى وجود مشكلة عضوية.
ومن أعراض القولون الشائعة أن المريض عادة ما يعاني من آلام تشنجية في أسفل البطن تتميز هذه الآلام بما يلي:
الألم يزيد عند وجود ضغط وتوتر نفسي وبعد نحو ساعة إلي ساعتين من تناول الطعام.
الألم عادة لا يظهر في الليل.
المرضى يعانون من الإمساك أو الإسهال، وأحيانا من كلا المشكلتين معا.
العديد من المرضى يعانون من البراز القاسي في الصباح يليه براز لين أكثر وغالبا ما ترافقه افرازات مخاطية.
شكوى شائعة أخرى هي الشعور بالانتفاخ في منطقة البطن.
حدة أعراض القولون ووتيرتها تختلف من شخص لآخر ويمكن أن تتراوح بين أعراض خفيفة جداً لا تؤثر على مسار الحياة الروتينية وأعراض حادة ومتكررة تضر بجودة الحياة.
ملاحظة هامة: النزيف من فتحة الشرج، فقدان الوزن، الاسهال الليلي والحمى ليست مناسبة لتشخيص متلازمة القولون العصبي وتتطلب علاج مختلف وتقييم طبي موجه.
تشخيص امراض القولون
يمكن تحديد التشخيص لدى المريض عندما تستمر الشكاوى لفترات طويلة وتلبي المعايير المذكورة أدناه.
يتم التشخيص على مراحل عدة، كما يلي:
في المرحلة الأولى يقوم الطبيب بتقييم: طبيعة الشكاوى ومدتها، الأمراض السابقة، التاريخ الطبي، الاستخدام الدائم للأدوية، العادات (النظام الغذائي، التدخين، الشرب، الكحول، الجنس، الخ).
في وقت لاحق يخضع المريض لفحص بدني شامل.
بعد ذلك، وفقا للمعطيات، يوصي الطبيب بإجراء الاختبارات المعملية المختلفة (تعداد الدم، فحوص الدم الكيميائية، وظائف الغدة الدرقية، اختبارات مصلية مختلفة واختبارات البراز).
اعتمادا على نتائج التحقيق الأولي يقرر الطبيب بشأن الحاجة إلى إجراء اختبارات مساعدة إضافية مثل فحص الحساسية للاكتوز، التنظير وغير ذلك.
معايير التشخيص
الألم أو عدم الراحة في البطن بحيث تكون له اثنتين على الأقل من ثلاث خصائص:
يظهر بالتزامن مع تغير وتيرة التغوط.
يظهر بالتزامن مع تغير شكل البراز.
وكذلك:وتيرة التغوط غير السليمة (أكثر من ثلاث مرات في اليوم أو أقل من ثلاثة مرات في الأسبوع).
شكل البراز غير السليم (متكتل وصلب أو مائي).
عملية تغوط غير سليمة (الجهد، الالحاح، أو الشعور بالتغوط الغير مكتمل).
البراز الذي يرافقه المخاط.
الشعور بانتفاخ البطن.
أعراض أخرى مثل: الحرقة ألم في الصدر، التعب، القلق والاكتئاب.
علاج أمراض القولون
يجب الدمج بين النظام الغذائي السليم ، التغيرات في الحياة اليومية والعلاج الدوائي إذا لزم الأمر. وهذه أهم العلاجات المتبعة:
العلاج الغذائي
يجب التوجه لاخصائي تغذية ووضع قائمة غذائية مناسبة مع فحص الاحتمالات المختلفة وتأثير الأطعمة المختلفة على ظهور الأعراض.
حساسية اللاكتوز
العديد من المرضى يعانون من سوء امتصاص اللاكتوز . نقص امتصاص هذه المكونات قد يؤدي للشعور بالانتفاخ و الغازات والإسهال.
يمكن إجراء اختبار لتقييم وجود عدم تحمل اللاكتوز. إذا وجد بالفعل عدم تحمل للاكتوز فيمكن الاستمرار في تناول منتجات الألبان الخالية من اللاكتوز أو استخدام الإنزيمات الهضمية.
اغذية أخرى تجنبها
هنالك مجموعة أخرى من المنتجات الغذائية المعروفة كمسببه للشعور بالغازات والانتفاخ لدى الكثير من الناس. قائمة جزئية تشمل الأطعمة التالية:
الفاصوليا ،الملفوف ، البصل الطازج ، العنب ، التمر ، القهوة (الكافيين) ،النبيذ الأحمر.
يمكن محاولة تجنب تناول المنتجات الغذائية المختلفة لفترات قصيرة ومحاولة عزل عامل محدد والذي قد يكون لدى شخص معين هو العامل المهيمن بتأثيره السلبي.
يجب اتباع حمية غنية بالألياف (بين 20-30 غرام يوميا): الألياف الغذائية تساعد على منع الإمساك، ولكنها قد تزيد حدة الإسهال والغازات لذا يفضل تناولها بكميات صغيرة ثم زيادة الجرعة تدريجياً.
زيادة الشرب (بالأخص الماء): ينبغي شرب 8-10 أكواب من السوائل يوميا. لا ينصح بشرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو المشروبات الغازية.
تغيير نمط الحياة
يجب اتباع النصائح التالية:
تناول وجبات منتظمة وثابتة: الوجبات الصغيرة المتعددة على مدار اليوم قد تخفف من الإسهال الوجبات الكبيرة والغنية بالألياف تخفف من أعراض الإمساك.
يجب ممارسة النشاط البدني بانتظام: لتنظيم نشاط الأمعاء وكذلك لتخفيف التوتر النفسي.
يجب تجنب التوتر النفسي قدر الامكان: إذا كان التوتر قائما بالفعل فيجب محاولة علاجه بواسطة العلاج النفسي.
العلاج الدوائي
الحمية الغذائية وتغيير نمط الحياة ليس كافيا فأحيانا تكون هناك حاجة للعلاج الدوائي. العلاج الموصى به يتغير تبعا لأعراض المرض:
مضاد للتشنجات: في حالات تشنج القولون يعطى علاج دوائي مضاد للتشنجات والذي يؤخذ في موعد قريب من تناول الوجبة.
مضادة للإسهال: في حالات الإسهال تعطى أدوية مضادة للإسهال.
دواء يشجع نشاط القولون: في حالات الإمساك يعطى علاج غني بالألياف الغذائية والذي يشجع نشاط القولون.
مضادات الاكتئاب: إذا كان المريض يعاني أيضا من القلق أو الاكتئاب، فالعلاج بمضادات الاكتئاب يخفف بشكل ملحوظ من الأعراض.