أعمدة الموت
كتبت /ريم ناصر
الإهمال عنوان الهلاك:-
فهو عادة من العادات والسلوكيات الوظيفية والمهنية والإدارية والأمنية السيئة تتمثل في
اللامبالاة بأداء العمل المنوط به بعض الأفراد
في بعض المهن والإعمال أياً كانت، بالكم والكيف، والنوعية، والكفاءة المطلوبة في كل مراحل العمل،
ومتابعته في أطر الشروط الموضوعة، أو المعايير المؤدية لذلك.
وبما أن فصل الشتاء أرخى سدوله علينا، بمناخه
المتقلب، وما يتبعه من زعابيب أمشير
أمطار وبرق ورعد وطقس سيء وأجواء غير مستقرة وفي بعض الأحيان سيول عفانا الله
وجنبنا شرها، فقد أسترعى انتباهي عند صعود
الكوبري العلوي الوحيد بمحافظة الفيوم
الذي يبدأ من مستشفى التحرير – منتهياً بعمارة
مصر للتأمين، أن كل أعمدة الإنارة الواقعة فوق الكوبري وضعت عليها لوحات أعلانية مختلفة الأشكال والأحجام والصفات، ومن المنطقي أن
هذه اللوحات ستضاء ليلاً ليراها القاصي والداني ولابد من توصيلها بتيار كهربائي لتشغيلها، والغريب انه تم نزع بوابات الأعمدة وعمل الوصلات
الكهربائية العشوائية
اللازمة لذلك دون تغطية الأسلاك، أو وضعها بمكانها الطبيعي بداخل الأعمدة، متروكة بلا مبالاة
على أرضية الكوبري وملاصقة للأعمدة ولسور الكوبري الحديدي، وأعمدة أخرى تم تغطية بوابتها المنزوعة بقطع من الورق الكرتوني المهتريء
[المضاد للأمطار] وربطها
بقطع من خيط الدوبارة، أو الأقمشة البالية.
والسؤال الحتمي الذي يفرض نفسه، هل هذه
الوصلات التي تمت لتلك اللوحات قانونية بمعرفة شركة الكهرباء فهذه
[ مصيبة] للعشوائية ولعدم تحري الدقة والأمان في العمل؟! واذا كانت قد تمت من وراء ظهر الشركة وفي غفلة منهم فهذه [ مصيبة أكبر] لعدم
المتابعة بمعرفة شرطة مباحث الكهرباء
لأنه في هذه الحالة تعتبر هذه التوصيلات غير قانونية ويستوجب على الجهات المختصة تحرير
محضر سرقة تيار كهربائي للمتسبب؟!
وقديماً قالوا في الأمثال أهل زمان[بيت المهمل يخرب،قبل بيت الظالم]
فمن يتحمل مسئولية هذا الإهمال الذي نراه جهاراً نهاراً، برغم أنه لم تقع حوادث على هذا الكوبري حتى الآن، اغيثونا قبل فوات الأوان، وحتى لا
نبكي على اللبن المسكوب ونحن نموت كمداً من اهمال بعض المسئولين.
لقد تسبب الماس الكهربائي في صعق[حماران]
بإحدى الأراضي الزراعية الواقعة بكردون الطريق الدائري بجوار سلسلة مدارس الأورمان- على طريق الفيوم- أبشواي من عمود كهربائي ملاصق
للمدرسة، ولولا لطف ربنا وجاءت الكارثة في حيوانان، حتى يأخذ البشر من الفلاحين العاملون بالأراضي الزراعية المجاورة وعمال المدرسة
وتلاميذها حذرهم لحدث مالا يحمد عقباه.
والسؤال موجه لسيادة اللواء/ محافظ الفيوم- عصام سعد ابراهيم- رجل الانضباط الهمام والذي
باتت لمساته واضحة في شتى المشاريع والأعمال الاستراتيجية الخاصة بالمحافظة .
من الجهة الرقابية المنوطة بمراقبة عمل هؤلاء
الفنيين من الموظفين بشبكة وطوارئ الكهرباء- بالمحافظة، ومن المسئول عن هذا الإهمال؟!
رغم أن قطاع الكهرباء- اللهم لا حسد يحصل على
حقه[تالت ومتلت] على رأي المثل، وطبقاً لما أصدره رئيس قطاع الكهرباء بالوزارة- منذ
بضعة أسابيع بمنح موظفي الكهرباء أرباح 12 شهر
لعام 2018 على مجمل أعمالهم الشاقة في خدمة الوطن، وأسوة بزملائهم في بعض القطاعات الحكومية الأخرى
فلابد من تطبيق مبدأ الثواب والعقاب ،فكما تأخذ لابد وأن تعطي
قال تعالى[وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ
تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ]