قد أتفق علماء الأجتماع على دراسة ظاهرة الطلاق التى أنتشرت فى المجتمع المصرى وطالبوا الجهات المعنية والمسؤلة على مواجهة هذه الظاهرة والتحذير منها ودراسة الأوضاع الأجتماعية التى تؤدى إليه وإعادة الدور الأعلامى لتوعية الأسرة بمخاطر الطلاق وإعادة دور الأزهر والمؤسسات الدينية التى أصبحت توجه كافة جهودها لبناء المساجد ومساعدة الفقراء وتغافلوا عن ظاهرة الطلاق الخطيرة وبناء الأسرة الصغيرة التى هى نواة المجتمع لأن فشل الأسرة الصغيرة هو فشل للمجتمع
كما أعلنت محاكم الأسرة أنه تقع يوميآ 240 حالة طلاق أى بمعدل حالة طلاق كل 6 دقائق وأيضآ أرتفاع نسبة الطلاق فى مصر من 6% إلى 40% خلال الخمسين عامآ الأخيرة ليصل عدد المطلقات إلى 3مليون مطلقة لذلك فمصر تحتل المرتبة الأولى فى العالم فى أعلى نسب للطلاق
و يحتل الشباب مرتبة أولى فى حالات الطلاق وهنا يكمن السؤال ماهى أسباب الطلاق المبكر عند الشباب ؟
أو ماذا يدفع الشباب ويجبرهم على الطلاق بعد تحملهم لمصاريف الزواج الباهظة فى مصر من فرح وشبكة وأثاث وغيرهم؟
مالذى يدفعهم لهدم عش الزوجية بعد معاناتهم فى بنائه ؟
سنبحث هنا فى عدة أسباب للطلاق المبكر للشباب منها :
-الزواج المبكر بدون وجود تكافؤ أجتماعى وثقافى بين الزوجين ومحاولة فرض أحد الزوجين شخصيته على الأخر ومحاولة أرضاخه لطبعه دون تفهم لشخصية الأخر
-قلة الخبرة للشباب الصغير على مواجهة الحياة معآ فنجد الزوجة مثلا لا تطيع زوجها فيما أمرها به الله أو أن الفتيات يعتبرن الزواج أحلام وردية لهم ويصدموا بأعباء الواقع
أو الفهم الخاطئ للشباب للرجولة فى الزواج وحصرها فى الصوت العالى والأهانة للزوجة ليجعل من نفسه رجلآ متحكمآ لشئون بيته
أو عدم مسامحة الطرفين لبعضهم البعض فى أى خلاف بينهم وأصرارهم على محاسبة بعضهم على كل لفظ أو لفتة
أو توجيه النقد من كلاهما لبعضهما على أمور كثيرآ ما تكون تافهة بطريقة مهينه
-نقص الوعى بين الشباب مما يعرضهم لأدمان المخدرات أو مشاهدة المواقع الأباحية على الأنترنت مما يسبب الكثير من المشاكل بين الزوجين نتيجة محاولة تطبيقه لما يراه فى الأفلام الأباحية فى بيته فيفشل لعدة عوامل منها تأثير الغذاء لما يحتويه من هرمونات تأثر بالسلب على الصحة الجنسية للزوج فيصب جام غضبه على زوجته ويتهمها بالفشل ولا يعترف بخطأه أو يحاول علاجه
-عدم التوافق أقتصاديا وأجتماعيآ وثقافيآ يؤدى للطلاق المبكر لو أقترن بالأسباب السابقة
– عدم الأتفاق على أمور خاصة بالزواج قبل الزواج مثل الأنجاب مسؤلية تربية أطفال أو أمور مشتركة بينهم أخرى كعمل الزوجة بعد الزواج
-السبب الأهم من وجهة نظرى هو غياب التنشئة السليمة للأبناء منذ الصغر وتربيتهم على تحمل المسؤلية وأعدداهم أعداد جيد لتحمل مشاق وتبعات الزواج وتعريفهم بالزواج وأنه حب ومودة وأحترام كلا الطرفين للأخر وأحتوائه له والصبر معآ على ما يعانوه من مشكلات تواجهم ومحاولة حلها بدون أصطدام بينهم
مما سبق من أسباب الطلاق
نستنتج أن نسبة الطلاق الكبيرة لدى الشباب خلقت لهم صورة سلبية عن الزواج وأصبحوا ينفرون منه خوفآ من تعرضهم للأنفصال مرة أخرى
فالطلاق يسبب الأكتئاب الحاد للمرأة لأنها أصيبت بالخزى لهدم بيتها ولأنها تتحمل الجزء الأكبر بسبب نظرة المجتمع لها وألحاقها بوصمة عار الطلاق عليها
وأيضآ الطلاق يجعل الرجل يصاب بالفشل ويجعله شعور ملازم له ويجعله يفقد الثقة فى أعادة تكوين أسرة مرة أخرى
التكلفة الأقتصادية للطلاق
وأيضآ للطلاق تكلفة أقتصادية يعانى منها المجتمع والدولة تنقسم إلى تكلفة مباشرة وغير مباشرة
-فالتكلفة المباشرة تتمثل فى المبالغ والأموال التى تتكلفها الدولة أثناء نظر الدعاوى المتعلقة بالطلاق من مرتبات للقضاه وموظفى النيابة والمحكمة والمستشارين الأجتماعبين وغيرهم وأيضآ أتعاب المحاماة للمواطنين الغير قادرين على توفير محامين لأنفسهم فتكلفة قضية الطلاق الواحدة تكلف الدولة نحو 181 ألف و195جينه مصرى تشمل جميع المصروفات مما سبق وتحدثنا عنه
-التكلفة غير المباشرة تتمثل فى ما تتحمله الأسرة بعد الطلاق من أعباء مادية نتيجة أنشاء بيت جديد ومصروفات نفقة للأولاد والمعيشة وأيضآ تدهور الحالة المادية للزوج بعد تفكك أسرته وأضطراره للصرف على بيتين
وتتمثل فى ما خسره الطرفان من أموال تكبدوها فى بناء منزل الزوجية وما يترتب من أمور مالية عقب الطلاق
نتيجة تحمل الأسر للزوجين من نفقات مادية باهظة لأعداد بيت الزوجية من أثاث مكلف وأجهزة كهربائية وإيجار شقة باهظ ونفقات فرح مكلفة ومهر وشبكة وللأسف الخسارة تكون من نصيب الأسرتين للزوج والزوجة
وأيضآ تحمل نفقات المؤخر والقائمة التى يدفعها الزوج لأهل الزوجة مما تسبب له خسارة مالية فادحة قد تمنعه من الزواج مرة أخرى أو تؤجله لوقت طويل
ومما سبق عرضه نتعرف على
الأسباب النفسية والأجتماعية للطلاق
فالطلاق يسبب تدميرآ لحياة الوالدين والأبناء ويكون الأبناء أكثر عرضة للأمراض العضوية والنفسية نتيجة فقدانهم أحد والديهم بالطلاق مما يؤثر على علاقتهم الأجتماعية بالأخرين وعلى دراستهم وأيضآ على سلوكهم الشخصى وتعاملهم مع الأخر وشعورهم بالتفكك الأسرى الذى يدفعهم إلى سلوكيات غير سوية وزيادة معدلات الأنحراف لديهم
وأيضآ الطلاق يسبب مشاكل للوالدين حيث يؤثر بالسلب على صحتهم النفسية والجسدية لأنهم يعانون من تغيير مكانتهم الأجتماعية إلى لقب مطلق أو مطلقة وأيضآ لتحملهم لألقاء اللوم عليهم فى فشلهم فى حياتهم الزوجية مما يجعلهم يعيشون بلا أهداف أو طموح
وأيضآ هناك خسائر مالية للزوج كمؤخر الصداق ونفقة العدة وحضانة الاولاد مما يزيد من أعبائه المادية وأيضآ المراة الطلاق يسبب لها تعاسة طيلة حياتها بسبب محاصرة المجتمع لها بنظرات الريبة والشك فى جميع تصرفاتها ولسلوكها مما يزيد من جراحها والأمها
وأيضآ تصاب المرأة بعد الطلاق بالعوز المادى وخصوصآ ان لم تكن تعمل أثناء الزواج مما يجعلها أكثر الأطراف تضررآ من الناحية الأقتصادية
ماذا على الجهات المعنية فعله ؟
وهنا يقع دور المجلس القومى للمرأة فى مساعدة المطلقات فى مشاكلهن وأبرزها الحضانة إذا كان لديهن أطفال وهو أمر لا جدال فيه خاصة إذا كانت الأم حاضنة والمجلس القومى للمرأة يقوم بتوفير دورات تدربية للمطلقات للتأقلم مع وضعهن الجديد والعيش بحرية فى المجتمع دون قيود تحد من حياتهن ورعايتهم لأبنائهم ويجب أيضآ أن يكون للمجلس القومى للمرأة دور فى تعليم وتوعية البنات المقبلات على الزواج بدورهم فى الحياة الزوجية وتعريفهم على المشكلات التى تواجهم وكيفية علاجها والصبر عليها وتعريفهم بالحياة الواقعية التى تختلف عن أحلامهم الوردية التى فى خيالهم
ونرجو من شبابنا أعطاء المرأة المطلقة فرصة أخرى لحياة كريمة وبناء أسرة جديدة قوامها الحب والمودة والعطف كما أمرنا الله سبحانه وتعالى .
كيف نواجه حل أسباب الطلاق ؟
ومما سبق عرضه أعتقد يقينآ أن الأسباب والمشاكل السابقة جمعيا تقف وراء أرتفاع نسبة الطلاق بمصر للحد الذي يطلق به زوج زوجته كل 6 دقائق رغم أرتفاع تكاليف الزواج والحل بطبيعة الحال هو تفادي الأسباب والمشاكل السابقة وضرورة تحدث أهل العروس مع أبنتهم عن مسئوليات وأعباء الزواج و لفت انتباهها إلى أن المعاملة اللطيفة مع زوجها لا تدخلها في مشاكل معه وتوضيح فكرة أنها ليست ندآ له ومن ثم لا يجب عليها مبارزته وكذلك الحال بالنسبة لأهل العريس فيجب عليهم أن يشرحوا لابنهم أن الرجولة تكمن في تحمل المسئولية واحتواء الزوجة وحمايتها وليس قهرها والتحكم بها وأعلائه لصوته عليها مع تجريحها وأهانتها لمجرد أثباته لرجولته مع أهمية محاولة الزوجين على حل مشاكلهم بعد الزواج بهدوء وبالتوصل إلى حل يرضي الطرفين مع ضرورة إعلاء قيمة التسامح بينهما
وإليكم بعض النصائح لطلاق صحى
على الطرفين تفادى الجدل حول المشكلات القديمة واللوم أثناء إتمام إجراءات الطلاق كما أنه من الأفضل اللجوء لوسيط يثقان به بدلًا من المحاكم
مما سبق عرضه فنجد أن للطلاق مشكلات أجتماعية ونفسية خطيرة يعانى منها مجتمعنا المصرى
فمن وجهة نظر علماء الدين فالطلاق قد أباحه الأسلام وأعطى الحرية للمسلمين فى ممارسته ألا أنه جعله مكروهآ وجعل رخصته من أشد الرخص كراهية لأنه ينهى الزواج وينهى الوحدة الأسرية التى هى نواة المجتمع وبنيانه ودعا علماء الدين المسلمين إلى أجتنابه على قدر ما يستطيعوا وذلك أستنادآ إلى الحديث النبوى الشريف(ما أحل الله شيئآ أبغض إليه من الطلاق)ووضع القرأن الكريم لنا فى أياته مراحل لتحاشى الطلاق قبل اللجؤ له كحل أخير
وكما أهتم علماء الدين بهذه العلاقة وحاولوا تقديم كل ما يدعم علاقة الزواج وتنظيمها بين الرجل والمرأة لتكوين أسرة مترابطة والبعد بها عن الطلاق
أهتم أيضآ علماء الأجتماع بهذه العلاقة وقاموا بدراسة الأسباب المؤدية للطلاق بصورة عامة وللشباب بصورة خاصة وأثره على شخصيتهم وعلى شخصية الأبناء
فبعض علماء النفس أشار إلى أن معيشة الأبناء فى وسط أسرة غاب فيها أحدى الوالدين بالطلاق أهون من وجودهم داخل أسرة لا يكفوا فيها عن الشجار
ويرى البعض الأخر من العلماء أنه مهما كان الشجار بين الوالدين فأنه أفضل أن تظل الأسرة قائمة لأن الأبناء فى حاجة إلى رعاية والديهم معآ
ووجه علماء الأجتماع بدراسة ظاهرة الطلاق بين الشباب لعدة أسباب :
-الطلاق مؤشر يكشف عن العوامل الأجتماعية والظروف التى وراء هذه الظاهرة
-الطلاق مؤشر لدراسة ضعف الروابط بين المجتمع وفئاته
-الأثار والأضرار التى تلحق بالأسرة والطفل من الطلاق وبالتالى دورها على المجتمع
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.