أخطر وأشهر جاسوسة عربية للموساد
إيمان العادلى
عادت أمينة المفتي إلى بلادها في سبتمبر 1966، وكانت تحمل بين يديها شهادة الدكتوراه المزيفة التي استخرجها لها حبيبها موشيه بيراد، ففرح بها أهلها وأقاموا لها الاحتفالات، لكن ما فاجأها ولم تكن تعمل له حسابا فهو أن والدها قد أخبرها بأن ابن عمها أعد العدة للزواج وطلب منها أن تستعد فورا للزفاف، وقال لها والدها من يصدق أن عمرك قد أصبح حاليا 27 عاما ولم تتزوجي بعد؟!
ولكنها لم تتردد أو ترتجف بل بادرت والدها بقولها إنها فقط تطلب مهلة حتى تحصل من وزارة الصحة الأردنية على ترخيص لمزاولة المهنة، كما أنها تسعى للحصول على الموافقة على المبنى الذي قامت باستئجاره لتحوله إلى مستشفى، وسألته هل تريد من ابنتك أن تصبح طبيبة كبيرة وصاحبة مستشفى أم تجعلها تتزوج وتجلس في بيتها بعد كل الشهادات التي حصلت عليها؟!.
وبالفعل سارعت أمينة المفتي في طلب الحصول على الموافقات المطلوبة، لكنها وبينما هي تسير في إجراءاتها حدث خلاف كبير بينها وبين وكيل وزارة الصحة، فاستعانت أمينة المفتي بعمها الظابط الكبير بالقصر الملكي الأردني، وقامت أمينة المفتي بشكوى وكيل الوزارة لوزير الصحة الأردني الذي أحال الشكوى للشئون القانونية، والتي بدورها طلبت منها الذهاب لجامعة فيينا وكذلك لسفارة الأردن بفيينا والحصول منهما على تصديقات جديدة لشهادة الدكتوراه التي معها.
ويومها أصيبت أمينة المفتي بالخوف والرعب من فضيحتها فور اكتشاف تزوير شهادة الدكتوراه، وبعدما كانت تسعى للهروب من زواجها من ابن عمها أصبحت تسعى للهروب من الأردن كلها خشية افتضاح أمرها، ولذلك فقد طلبت من والدها أن يسمح لها بالسفر لفيينا للحصول على التصديقات المطلوبة والعودة سريعا لافتتاح المستشفى وإتمام زواجها من ابن عمها، وقد قالت ذلك لوالدها بينما عزمت في قرارة نفسها على السفر إلى فيينا بلا رجعة أبدا مهما حدث.
وهكذا طارت أمينة المفتي إلى فيينا وهي تحمل في قلبها كرها وغضبا ومقتا لبلدها بل لكل ما هو عربي، وهناك وبعدما وصلت ارتمت في أحضان حبيبها موشيه بيراد وطلبت منه أن يغيرا محل سكنهما حتى لا يعثر عليها أحد من أهلها، وهو ماحدث بالفعل حيث ذابت أمينة المفتي مع حبيبها موشيه بيراد في زحام فيينا.
وحينما حدثت نكسة 5 يونيو 1967 لم تتأثر أمينة المفتي بانكسار العرب، بل زادت كراهيتها وشماتتها فيما حدث للعرب، فلم يعد لها من.أهل ولا وطن سوى موشيه بيراد حبيبها الذي ملأ عليها دنياها وأصبح هو كل دنياها بالفعل.
وتمر الشهور وأمينة المفتي تعيش بصحبة فتاها الذي فاجأها في ديسمبر 1968 وطلب منها الارتباط بالزواج رسميا، ففرحت وتهللت فهذا ما تتمناه بالفعل، لكنه أوضح لها كلامه بأنه يريده زواجا شرعيا رسميا في المعبد اليهودي، فإن وافقت فلابد لها أولا أن تتخلى عن دينها رسميا والتحول بعد ذلك إلى اليهودية حتى يتم توثيق الزواج، فما كان منها إلا أن وافقت على الفور بعد أن قالت له إنها لم يعد لها أهل ولا وطن ولا دين إلا هو.
وهكذا تم زواج أمينة داود محمد المفتي من موشيه بيراد وتغير اسمها إلى “آني موشيه بيراد”، وعاشا معا في مكان مجهول بعيدا عن الأنظار في فيينا، لكنها ظلت تحمل بداخلها خوفا من المجهول، فبقدر كرهها ومقتها لكل ما هو عربي، أصبحت تخاف وتخشى أن يراها أو يتعرف عليها أحد من معارفها فيخبر عنها أهلها، وتحكمت فيها الوساوس من أنها أصبحت مطاردة من أهلها، كما أنها تعتقد أن عمها الضابط الكبير بالقصر الملكي الأردني يبحث عنها عن طريق جهاز الإستخبارات الأردنية، نعم هم لا يعرفون أنها تركت دينها وتزوجت يهوديا، لكنهم من المؤكد أنهم يبحثون عن ابنتهم التي هربت منهم وتركتهم وجلبت لهم العار، ولن يهدأوا حتى يعثروا عليها وينتقموا منها.
فكيف تتصرف “أمينة المفتي_آن موشيه”؟ وماذا تفعل حتى تنأى بنفسها بعيدا عن أعين أهلها ومن يعرفونها
هذا ما سنعرفه بإذن الله في الحلقة القادمة فانتظرونا.
المصادر
خطاب معوض خطاب