كتبت/ريم ناصر
لا يمكن تصور الصبر إلا مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالثبات والصمود على المكاره والنكبات ، فالدهر في حالة تقلب دائم ،
دقائق أفراح ، وساعات أتراح ، يوم صفا ، وأسابيع غيوم ، وهكذا الدنيا لا تستقر على حال(إذا حلت أوحلت ،وإذا دنت
أوجلت) فدوام الحال من المحال.
وما أتحدث عنه اليوم البراعة التي أظهرها الشعب الفلسطيني في الصمود والتحدي على مدار عقود من الزمن ، وحتى وقتنا هذا في (الصبر) والجلد ، فكل أيامه ابتلاءات ، لم يصفوا الزمن لهم يوماً ، وكأنه مكتوباً عليهم أن يصبروا صبر السنين، ولو دخل افراد
هذا الشعب المكلوم موسوعة (جينيس) العالمية لاستحق
المركز الأول في (الصبر) لما يعانيه ويلاقيه من ظلمات منذ أمدٍ بعيد.
سألت على الصبر ، قالوا الصبر له عجان ، بيعجنوا في
المرُ ، ويذوبوا ذوبان ، مسجون داخل محراب الأمل في بكره ، يشكو قسوة الظلم للحنان المنان ،وكيف على سائر البشر هان ، هل هذا هو ، حق الإنسان على أخيه الإنسان ؟
وشر البلية ما يٌضحك ، قراءتي لخبر تناولته وكالات الأنباء على شاشات التلفاز ، بصدور قرار من مجلس
الأمن(مجلس الظلم وازدواجية المعايير) بتفتيش كل السفن التي تمر قبالة السواحل الليبية ، لعدم تهريب السلاح اليها(يمكن خايفين عليها) !!!
عجباً لمنظمات طغت عنصريتها ويهوديتها، على نزاهتها و حياديتها في شأن كثير من القضايا والأحداث
العالقة ، وأهمها على الصعيدين الدولي والعالمي(القضية الفلسطينية)التي يتم اجهاضهاعنوة ليل نهار، والعالم يقف متفرجاً في بلاهة فاغراً فاهه بقصد، أو بدون قصد ، ومن باب(الباب اللي يجيلك منه الريح،
سده واستريح)
منظمة الأونروا، يداها مغلولتان لعدم وجود السيولة اللازمة لتنفيذ الدور المنوط بها تجاه اغاثة اللاجئين-
بقطاع غزة والضفة، بعد ان، توقفت (واشنطن)عن عمد
في تقديم المعونات التي تعهدت بها امام المنظمات الدولية، مما ادى لنفاذ 70% من مخزون الحليب العلاجي للأطفال، وأدوية الأمراض المزمنة بالمستشفيات، مما يهدد حياة الألاف من الأطفال المرضى وكبار السن .
ومن جانب آخر، بقلوب انتٌزعت منها الآدمية والرحمة
تم اعتقال طفلان في سن الزهور داخل سجون الاحتلال
مصابان بداء السكري، وحمى البحر الأبيض المتوسط وتعمد اهمال علاجهما، يزيد على ذلك استيلاء المستوطنون اليهود على بناية تاريخية بجوار المسجد الأقصى وبعض المنازل بالضفة وقطاع غزة وتشريد اهلها تحت مرىء ومسمع ورعاية سلطات الاحتلال ,
والشهداء يتساقطون الواحد تلو الآخر، والشهيدة تلو الأخرى من بيت حانون للضفة المحتلة الى النقب،
وإلى الإغراق المتعمد لمجمع (الخان الأحمر)المحاصر من سلطات الاحتلال بمياه الصرف الصحي لإجبار أهله على تركه وهدمه تنفيذاً من القرار الصادر من المحكمة العبرية بإزالته , وتشريد أهله وتوسيع نطاق المستوطنات بالقدس الشرقية وتوحيد وضمان عبريتها ويهوديتها .
كل هذا بمباركة الراعي الرسمي للإرهاب (أمريكا) التي تملصت من حضور مؤتمر فيينا , الذي ناقش الجرائم اليومية التي ترتكبها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني تدعيماً وترسيخاً لمبدأ الفوضى الخلاقة في شتى بقاع العالم ( فرق تسدُ)
وكما قال الشاعر :- الصبرُ أفضلُ شيءٍ تستعينُ به
على الزمانِ إِذا ما مسَّكَ الضررُ.
قال تعالى:-
(وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ) صدق الله العظيم .