العاصمة

وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ

0
بقلم / محمــــــــد الدكـــــــــرورى
الله عز وجل هو الرحمن الرحيم هو الخالق الذى يتراحم على الخلائق الذى قال فى حديثه القدسى
لو خلقتموهم لرحمتموهم فهو الذى الذى يرحم العباد وإنَّ
الطّمَعَ في الجنّة قائِد، وإنَّ الخَوفَ من النّار زاجِرٌ وسائق. والجنّةُ حُقَّ أن يطلبَها المسلمُ باذلا جُهدَه،
لأن فيها الخلود في النعيم؛ ففيها ما لا عينٌ رأَت ولا أذُنٌ
سمعَت ولا خطَر على قَلبِ بَشَر، عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ألا هَل مشمِّرٌ للجنة، فإنّ الجنةَ لا خَطَر لها، هي –
ورَبُّ الكعبةِ – نورٌ يتلألأ؛ وريحانَةٌ تهتزّ؛ وقَصرٌ مَشيد؛ ونهرٌ مُطَّرِد؛ وثمرةٌ نضيجَة؛ وزوجةٌ حسناءُ جميلة؛ وحُلَلٌ كثيرة؛
ومَقامٌ في أبَد؛ في دارٍ سليمَة؛ وفَاكهةٍ وخُضرةً
وحَبرةٍ ونِعمَة؛ في محَلَّةٍ عالية بهيَّة) قالوا: نعَم يا رسولَ الله، نحن المشمِّرون لها، قال: (قولوا: إن شاءَ الله) فقال القوم:
إن شاء الله. رواه ابن ماجه وابن حبان في
صحيحه والبيهقي.

وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بِناءُ الجنة لبنةُ ذهَب ولبنَةُ فِضّة، وملاطُها المِسك –
والملاط هو: ما يكون بين اللَّبِن -،
وحصباؤُها اللّؤلؤ والياقوت، وترابُها الزّعفران، ومَن يدخُلْها ينعَمْ ولا يبأس، ويخلُدْ ولا يموت، لا تبلَى ثيابُه، ولا يفنى شبابُه)

وأمّا شرابُ أهل الجنة فكما قال الربُّ جل وعلا: ﴿ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ
لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى ﴾ [محمد: 15].

وقد وصَف الله تعالى ما في الجنّةِ من النعيمِ المقيم في كتابِه، ووصف ذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؛
كلُّ ذلك لنعمَلَ بأعمالِ أهلِ الجنّة؛ ونسارعَ إلى
الخيرات؛ ونطلبَ جنةَ ربِّنا جُهدَنا؛ ونَسألَ الله رحمته؛ ونتعرَّض لها؛ فإنّه لن يدخلَ الجنّة أحدٌ إلا برحمة الله،
وإنَّ الطريق إلى هذه الرحمة تقوى الله، كما قال تعالى:
﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ﴾ [الأعراف: 156].

أمّا النّار – يا عباد الله – وما أدرَاكم ما النّار؛ فهي مثوَى الأشرارِ ومكانُ الخُبث والذِلّة والخزيِ والصّغار،
بعيدةُ القَعر، لو أنّ الحَجرَ يُلقى من شَفيرها ما أدرَك لها قَعرًا
سبعين خريفًا. كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم.

وهي نارٌ شديدةُ الحرّ، قال صلى الله عليه وسلم: ((نارُ الدّنيا جزءٌ واحِد مِن سبعين جزءًا مِن نارِ جَهنّم)) رواه البخاري.

طعامُ أهلِ النار الزّقّومُ والضّريعُ، ومِن شَرابهم المُهلُ والغسّاق الصّديد من القيحِ والدّم، ولباسُهم القطِران والحديد،
وثيابهم من نارٍ، قال الله تعالى: ﴿ فَالَّذِينَ كَفَرُوا
قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ * وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ
* كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا
فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾ [الحج: 19 – 22] اللهم إنا نسألك الجنة ونعوذ بك من النار.اللهم آمين ….

اترك رد

آخر الأخبار