وزير إسرائيلي سابق: تل أبيب على عتبة هزيمة استراتيجية
إيمى عاطف
أكد وزير العدل الإسرائيلي السابق، حاييم رامون، عدم تحقق
أهداف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد استمراراها نحو 8
أشهر، مشدداً على أن “هذا واضح للجميع”، منتقدا حكومة
الحرب وهيئة أركان جيش الاحتلال، ومؤكداً أنهما يقدمان
أنصاف حقائق للإسرائيليين.
وقال رامون في مقال له بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، إنه في
ظل “فشلهما الذريع” في تحقيق الأهداف، فإن “حكومة الحرب
وهيئة الأركان العامة يُطعمان الجمهور تبجحاً وأنصاف حقائق”،
وفقا لوكالة “سما” الإخبارية الفلسطينية.
وأضاف أنه بالتزامن مع الخلافات الداخلية بين أعضاء المجلس
الحربي، وتبادلهم إلقاء الاتهامات بشأن مسألة الإخفاق
الاستراتيجي في الحرب، “حان الوقت لكشف الحقيقة المُرة”.
وشدد رامون على أن حكومة الحرب وهيئة الأركان ليست
لديهما أيّ خطة عملية بشأن كيفية تحقيق أي أهداف في
المستقبل المنظور، مضيفاً إلى ذلك اعتراف رئيس مجلس الأمن
القومي الإسرائيلي، تساحي هنجبي، الذي قال: “لم نحقق أي
هدف من الأهداف الاستراتيجية للحرب: لا ظروف لصفقة
الأسرى، ولم نقوّض حماس، ولم نسمح لسكان غلاف غزة
بالعودة”.
وأقر رامون بأن حماس “لا تزال تقف على قدميها” في كل
منطقة القطاع، التي انسحب منها جيش الاحتلال.
وأضاف أن حماس نجحت في ترميم سيطرتها العسكرية، إذ عاد
مقاتلوها إلى خان يونس (جنوبي قطاع غزّة) التي “عمل فيها
الجيش شهوراً طويلة”، وبقي لحماس آلاف المقاتلين شمالي
القطاع، حيث شنت إسرائيل هجمات صبّت فيها كل “قوتها
وقدرتها.
وأكد الوزير الإسرائيلي السابق أن أغلبية الأسرى لا تزال في
قطاع غزة، مشيراً إلى أنّ مبرّر الضغط العسكري، الذي يتذرّع به
المسئولون الإسرائيليون، لا يمتّ إلى الواقع بصلة، مضيفاً أنّ
عشرات آلاف الإسرائيليين يخشون العودة إلى مستوطنات
غلاف غزة وشمال إسرائيل، ووضع تل أبيب الدولي تدهور إلى
حافة الهاوية.
واستنتج رامون أن إسرائيل على عتبة هزيمة استراتيجية،
موضحا أنه على الرغم من ذلك فإن جيش الاحتلال يواصل
العمل وفقاً لاستراتيجية فاشلة قائمة على هجوم ثم انسحاب،
“من دون محاولة أبداً لتحقيق سيطرة ميدانية”.