وكنتَ عيني، وعلى نورِها لاحتْ أزاهيرُ الصِّبا والفُتون
وكنتَ روحي، هامَ في سرِّها قلبي ولم تُدرِكْ مداه الظُنون
وعدتني أنْ لا يكون الهوى ما بيننا إلا الرِّضا والصَّفاء
وقلتَ لي إنَّ عذابَ النَّوى بُشرى توافينا بقُربِ اللقاء
ثمَّ أخلفتَ وعوداً طابَ فيها خاطري
• وما اشبه الأمسين كل منهما كان يحمل وجعا وألما ويحمل معه فقدان الأمل بالرجوع بالأمس القريب تلقى النادي الأهلى
هزيمة نكراء وضربة موجعة من نادي الترجي التونسي في نهائى دورى أبطال أفريقيا بتونس وكان الأهلى قد غازل وكتب وسطر
ورسم على كاس البطولة الفرحة والبهجة والسعادة لأنه هو الحبيب الأول والدائم وبمباركة كل جماهير الكرة المحبين له والذين
حضروا الحنة باستاد برج العرب بالقاهرة الذي تزين بأجمل زينة لاستقبال المدعوين بلباسهم الأحمر الرائع الذي يشع حماسة ونشاط
للحبيب لتجعله يزف إلى محبوبته الأميرة السمراء التى تمكث هناك بتونس في انتظاره وهو واثق الخطوة يمشى ملكا من نصر إلى نصر ويقطع
المسافات تارة بالقارة السمراء وتارة بالقاهرة وتارة بالعالم العربي من اجل الفوز بهذه الحبيبة التى لا ترى غيره منذ زمن ولادتها وبقلبها
منذ نعومة أظافرها على مر الأجيال كانت تحلم أن تبيت عمرها وتمكث بمنزلها الدائم جنب الحبيب .
• وبالفعل حقق لها الحبيب ما تحلم به في ليلة الحنة وكانت ليلة عالمية ملئت سماء الدنيا بهجة وسعادة والعالم كله وقف ينظر ويترقب
ليلة الزفاف التى حدد لها في تونس ويشارك فرحتها وهي بلباسها الجميل الذي يسر الناظرين على مقعدها باستاد رادس الذي استضاف
ليلة الزفاف بحضور كل الجماهير التونسية المحبة لها أيضا وتعشقها وتغازلها ولكن مرة بعد مرة لأن الجماهير تعلم جيدا مدى عشقها وحبها
للحبيب الأول وهو النادي الأهلى المصرى ولا غيره يشغل بالها وقلبها .
• وبالفعل بعد أن مضت ليلة الحنة باستاد برج العرب بجمالها ووسط غناء وطرب والأميرة حاضرة غائبة ولكنها تشاهد الحبيب وهو يجتهد ويتعب
وهيى تدعوا له حتى تحقق الفوز للأهلى واصبح قاب قوسين أو أدنى من أن يمسك يدها ويحضنها ويسعدها ويحقق
أمنيتها بالعودة إلى منزلها الحقيقي وتهنأ بجواره وسط كل المحبين العاشقين له ولها وبجوار قصور الأمراء والأميرات بمقر النادي الأهلى .
• وعندما جاء موعد ليلة الزفاف والترحال إلى مقر الأميرة بتونس كانت كل أنظار العالم تتجه نحوها حتى تشاهد وتسمع وتبارك هذه الليلة ليلى
زفاف الأميرة السمراء وكانت كل التوقعات والأمال تتجه نحو الحبيب الأول لها وهو النادي الأهلى هو الأقرب بالفوز بها دون غيره وبعد أن تزين
استاد رادس بزينة الفرح وبحضور جماهير الكرة بالزي الرياضي الجميل ويحمل مزامير الطرب والغناء ويشدوا اجمل الألحان والكلمات للأميرة التى
تقف شامخة عالية الهامة فرحة مسرورة بليلتها وبعرسها الأفريقي وتتمنى حبيبها أن يكون مصري وأن يكون أهلاوى .
• وبدأ العرس بداية جميلة مبشرة إلى حد ما بالنسبة لها كانت ترسم طريق العودة للقاهرة وما هي ألا دقائق معدودة ولكن كانت تمر عليها اثقل
من الجبال خوفا من أن تظل بالقارة وخوفا من أن تزف إلى عريس أخر لا ترغبه ولكنه يريدها بأى ثمن وباى تضحيات مهما كانت للنيل منها والفوز بها
حتى وان كانت لا تحبه ولا تريده .
• وفجأة وبعد تردد الخوف داخلها وسكن وجدانها ارتجفت وارتعشت عندما شاهدت البساط الأخضر ينسحب من تحت أقدام حبيبها المعشوق ولحظة
بعد لحظة تصرخ بداخلها وتقول له لا اثبت والعل واكسب وحاول أنا ماليش غيرك أنا بحبك وهنا لم يسمعها الحبيب ولم يراها وفقد الإحساس بوجودها
وكأنه في غيابة الجب يجرى ويلهث يمينا ويسارا دون فائدة وكأنه فقد ظله وهويته ولم يعد على الأرض بل هو يحلق ولا يدرى إلى أين يهبط وبعد أن
مرت الدقائق الثقال توقف نبض الأميرة وشل عقلها وتسمرت بالكوشة وهى تري حبيبها مهزوم مقهور لا حول له ولا قوة تشير إليه وتتمتم وتصرخ
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.