نصرت يا عمر وبن سالم
بقلم / محمـــــــد الدكــــــــرورى
ما هذه الجمله ومن قائلها إن هذه الجمله تعنى الكثير والكثير للمسلمين وكان فيها اكبر فتح فى الاسلام
وأهم فتح فى الاسلام الا وهو فتح مكه والذى قالها هو
النبى صلى الله عليه وسلم وما قصتها كانت من نتائج صلح الحديبية أن دخلت قبيلة خزاعة في عهد المسلمين
ودخل بنوبكر في عهد المشركين وكان الاتفاق
ينص على أن القبيلة التي تنضم إلى أي الفريقين تعتبر جزءاً من ذلك الفريق فأي عدوان تتعرض له يُعتبر عدواناً
على ذلك الفريق فقام المشركون بخرق الاتفاق
وأغاروا ليلاً على خزاعة حليفة المسلمين مستغلين ظلمة الليل فأصابوا منهم رجالاً وتناوشوا واقتتلوا وأعانت
قريش حليفتها بني بكر وأمدتهم بالسلاح فانحازت
خزاعة حليفة المسلمين إلى الحرم فقال أحد شياطين بني بكر لا إله اليوم يابني بكر أصيبوا ثأركم فلعمري
إنكم لتسرقون في الحرم أفلا تصيبون ثأركم فيه
فانطلق عمرو بن سالم الخزاعي فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره أن القوم قد نقضوا العهد
وأبرموا الاتفاق فوصل إلى مسجد رسول الله صلى
الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد بين الناس فأنشد عمرو بن سالم الخزاعي يقول:
يارب إني ناشد محمدا حلفنا وحلف أبيه الأتلدا
فانصر هداك الله نصراً أيدا وادع عباد الله يأتوا مددا
فيهم رسول الله قد تجردا أبيض مثل البدر يسمو صعدا
إن قريشاً أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك المؤكدا
وقتلونا ركعاً وسجداً
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “نصرت يا عمر وبن سالم”.
أحست قريش أن ما فعلته كان غدراً محضاً ونقضاً صريحاً للميثاق لم يكن له أي مبرر فخافت من
تبعات ذلك وشعرت بعواقبه الوخيمة فعقدت مجلساً استشارياً
فاتفقوا على أن يبعثوا أبا سفيان ممثلاً لهم ليقوم بتجديد الصلح.
قدم أبو سفيان المدينة فدخل على ابنته أم حبيبة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ذهب
ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته
عنه فقال يابنية أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني فقالت له بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأنت رجل مشرك نجس فقال والله لقد
أصابكِ بعدي شر.
“الله أكبر إنه الولاء للمؤمنين ولو كان أبعد بعيد والبراء من الكافرين ولو كان أقرب قريب” فقام وخرج من بيتها حتى
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه فلم
يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء فذهب إلى أبي بكر فكلمه أن يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال أبو بكر ما أنا بفاعل فذهب إلى عمر
فكلمه فقال عمر آآشفع لكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لو لم أجد إلا الذر لجاهدتكم به ثم كلّم علياً
وتودد إليه وقال اشفع لي إلى محمد فقال
علي لقد عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه.
فأظلمت الدنيا أمام أبي سفيان فركب بعيره وانطلق إلى قومه يخبرهم بفشل كل المحاولات.
أخذ النبي صلى الله عليه وسلم يتجهز لقريش في سرية تامة وكتمان كامل وكان يدعوا فيقول ” اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها”
وهنا وقع خطأ فادح كاد أن يكشف سر المعركة عندما قام حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه وكان من خيرة الصحابة وممن شهد بدراً قام بإرسال رسالة مع امرأة
إلى قريش يخبرهم فيها بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فجاء الخبر من السماء بما صنع حاطب فبعث النبي صلى الله عليه وسلم علياً والمقداد
وقال لهما انطلقا حتى تأتيا روضة خاخ فإن بها ظعينة – أي امرأة – معها كتاب إلى قريش فانطلقا في سرعة البرق فوجدوا المرأة في ذلك المكان فقالا لها أخرجي
الكتاب قالت ما معي كتاب قالوا لها ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذبنا أخرجي الكتاب أو لننزعن الثياب فلما رأت أن الأمر جد قامت بإخراج الكتاب
من بين عقدها فجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش يخبرهم فيه بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاستدعى النبي صلى الله عليه وسلم حاطباً للتحقيق معه فقال له ما هذا يا حاطب؟ قال لا تعجل علي يا رسول الله والله إني لمؤمن بالله ورسوله وما ارتددت
ولا بدلت ولكن لي في قريش عشيرة وولد وليس لي فيهم قرابة يحمونهم وكان ممن معك لهم قرابات يحمونهم فقال عمر دعني يا رسول الله أضرب عنقه فقد
خان الله ورسوله وقد نافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قد شهد بدراً وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد
غفرت لكم فذرفت عينا عمر وقال الله ورسوله أعلم وأنزل الله ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ
يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ
مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ * إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ * لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ … فاللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد