أوصى الباحث الدكتور كيرلس عفت مصري حول مدى تأثير معالجة الصحف
الإلكترونية فى معالجاتها لقضايا الأقباط المنشورة بتلك الصحف على
الاتجاهات التي يكونها المراهقون نحو الوحدة الوطنية على احترام الأديان
وعدم الإساءة إليها أو تناولها بالتجريح فى وسائل الإعلام.
مما يؤدى إلى تفادى ذلك النوع من النقد الذى يحمل تجريحاً وإساءة لدين من الأديان ، ذلك أن كل إنسان إنما يؤمن بدينه
إيماناً مطلقاً ويرفض المساس به أو تناوله بالنقد الجارح من قبل أحد أياً كان.
جاء ذلك ضمن توصيات دراسة للحصول درجة الدكتوراة بعنوان معالجة الصحف الإلكترونية المصرية لقضايا الأقباط
فى مصر وعلاقاتها باتجاهات المراهقين نحو الوحدة الوطنية..
وأكد دكتور كيرلس أن الصحافة الإلكترونية تلعب فى المجتمع أدواراً مهمة وبارزة تُظهر بشكل واضح من خلال
مراقبة ونقد وتوجيهه وتأييد القرارات الصائبة والصحيحة وصناعة الرأي العام داعم أو ناقد لها، وهذا الدور
تلعبه الصحافة بمختلف أنواعها وأشكالها .
وأضاف المصري أن الوحدة الوطنية لأى شعب تعد قاعدة الارتكاز للبناء الحضارى والتقدم والتطور والتنمية
فى كافة المجالات ، وبغيابها يفقد الشعب المرتكزات الأساسية لآمنه واستقراره ، وقدرته على احتواء
الأزمات الناشئة عن الاختلافات الدينية والطائفية ، وأما اتجاهات المراهقين والوحدة الوطنية تشكل واحدة
من أبرز القضايا الهامة فى المجتمع المصرى، وذلك لإرتباطها الوثيق بعملية التحول الديموقراطي ، حيث
نمو الديموقراطية وتطورها..
واوضح الدكتور كيرلس أن مشكلة الدراسة الراهنة وتتمحور في الكشف عن كيفية معالجة الصحف
الإلكترونية المصرية لقضايا الأقباط فى مصر وعلاقاتها باتجاهات المراهقين نحو الوحدة الوطنية من
خلال تحليل مضمون الصحف الإلكترونية ، للتعرف علي كيفية تناولها لقضايا الأقباط وسبل العلاج،
بالإضافة لرصد مدى مصداقيتها وواقعيتها لدى المبحوثين، إضافة إلى التعرف على مدى تأثير معالجة
الصحف الإلكترونية في معالجاتها للقضايا الأقباط المنشورة بتلك الصحف على الاتجاهات التي يكونها
المبحوثين نحو الوحدة الوطنية ..
وحول أهمية الدراسة أشار د.كيرلس أنه نتيجة لندرة الدراسات الإعلامية الأكاديمية التى تناولت
قضايا الأقباط في الصحف الإلكترونية المصرية حيث لم تحظ بالاهتمام الكافي من الدراسة والبحث،
عدم تصدى الدراسات السابقة لدراسة قضايا الأقباط فى مصر بشكل كافى، رأي الباحث ضرورة معالجة
مثل هذه القضايا الهامة والشائكة ومن أهم القضايا التى تواجه الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين
فى مصر وهذه القضايا المتمثلة فى(قضية بناء دور العبادة الموحد، قضية أحداث الفتنة الطائفية، قضية الأحوال الشخصية للمسيحيين فى مصر وغيرها من القضايا ) ، فضلا عن أن نتائج هذه الدراسة قد تفيد وسائل الإعلام وخاصة الصحف الإلكترونية فى كيفية التعامل مع الأزمات ومعالجتها خاصة الفتنة الطائفية التى تعتبر من المشكلات التى تتناولها وتركز عليها وسائل الإعلام كافة، ويمكن من خلال نتائج هذه الدراسة وضع رؤية علمية لكيفية التعامل مع قضية الوحدة الوطنية، يمكن أن تأخذ بها كافة مؤسسات المجتمع المعنية بهذه القضية، وتوعية المراهقون بخطورة الفتنة الطائفية وتخفيف حدة الاحتقان التى قد تظهر بينهم بسبب ما يرونه فى وسائل الإعلام المُتناول لهذه القضية.
كما أكد المصري أنه قد قام بإجراء هذا الدراسة على طلاب الجامعات المصرية ، وعلي عينة عمدية يتراوح أعمارهم بين (18- 21) عاماً، تم اختيارهم من (جامعة القاهرة – جامعة عين شمس – جامعة جنوب الوادي ) ، مضيفاً بأنه قام أيضاً بتحليل مضمون (606) مادة صحفية تناولت اخبار الاقباط من صحيفة اليوم السابع بواقع ، وصحيفة الاهرام اليومي، والوفد علي مدار عام كامل .
وأشار دكتور كيرلس فى نتائج دراسته إلى أن هناك علاقة ارتباطية بين بعض مقترحات المراهقين لتحقيق وحدة وطنية حقيقية في مصر وبين الفئات الخاصة بالمضمون أثناء معالجة صحف الدراسة لقضايا الأقباط فى مصر فكانت آراء بعض المراهقين ( المسيحيين والمسلمين ) لتحقيق وحدة وطنية حقيقية في مصر أولها تشجيع وتدعيم القيم الإنسانية الراقية مثل المحبة والعيش المشترك والتفاعل البناء وذلك بمتوسط 2.82 ، وهذا متفق مع نتائج الدراسة التحليلية التى أكدت بأن صحف الدراسة أثناء معالجتها لقضايا الأقباط طرحت بعض الحلول للقضية المثُارة منها إصدار قانون موحد لقضايا الأحوال الشخصية للمسيحيين فى مصر، وأيضاً إصدار قانون تراخيص بناء الكنائس فى مصر .
كما وجد علاقة ارتباطية بين مدى معالجة الصحف الإلكترونية للموضوعات الدينية الخاصة بالأقباط في مصر بحيادية وبين الاتجاه السائد الذى تتبناها صحف الدراسة أثناء معالجتها لقضايا الأقباط ، فقد أكدت نتائج الدراسة بأن نسبة 70.8% من إجمالى عينة الدراسة يرون أن الصحف الإلكترونية تقوم بمعالجة الموضوعات الدينية الخاصة بالأقباط في مصر بحيادية ، وهذا متفق تماماً مع نتائج الدراسة التحليلية التى تؤكد بأن الاتجاه السائد الذى تتبناه الصحيفة اتجاه إيجابى نسبة (73.9 %)
توصيات الدراسة
أما عن توصيات الدكتور كيرلس عفت في رسالته ، قال إنه فى ضوء ما توصلت إليه الدراسة من نتائج ، أشار إلي العديد من التوصيات مثل التزام الجماعة الإعلامية عامة، والصحفية خاصة، بقيمة المسئولية الاجتماعية تجاه المجتمع، من حيث الالتزام بالقيم المجتمعية، ذلك أن المسئولية هى الوجه الآخر للحرية، كما أنه لا حرية بدون مسئولية مجتمعية واعية، إذ على الإعلاميين الالتزام بقيم المجتمع الايجابية والعمل على تدعيمها وترسيخها فى نفوس المواطنين ، وربما من تلك القيم تبرز قيم المحبة والتعاون والتسامح والتعايش السلمى وقبول الآخر والعمل المشترك البناء ، مضيفاً بأنه قد اوصي أيضاً بضرورة العمل علي تشجيع وتدعيم القيم الإنسانية الراقية التى من شأنها تنمية المجتمع والنهوض بأبنائه ومنها قيم: المحبة – العيش المشترك – التفاعل البناء – قبول الآخر- الاختلاف الإيجابى – التسامح – التعاون – فريق العمل (العمل الجماعى) التعددية والتنوع ، بالإضافة علي عودة تدريس مادة التربية الوطنية بالمدراس بدءً من المرحلة الإبتدائية وحتى المرحلة الثانوية ، لتحث أبنائنا على الحب والانتماء للوطن وقبول ومحبة الآخر دون .
يذكر أنه قام بالاشراف علي رسالة الدكتوراة الخاصة بالباحث كيرلس عفت بعنوان ” معالجة الصحف الإلكترونية المصرية لقضايا الأقباط في مصر وعلاقاتها باتجاهات المراهقين نحو الوحدة الوطنية ” الدكتور محمود حسن اسماعيل رئيس قسم الإعلام بكلية الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس والدكتور عبد العزيز السيد عميد كلية الإعلام السابق جامعة جنوب الوادي بقنا ، وشارك بمناقشة هذه الرسالة الدكتور ثروت كمال رئيس قسم الاعلام التربوي بكلية التربية النوعية جامعة القاهرة ، والدكتورة اعتماد خلف معبد استاذ الإعلام بكلية الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس .