العاصمة

مصطفى بيومى يكتب : نستمر في اللعبة حتي النهاية

0

 

بقلم الدكتور / مصطفى بيومى

 

نستمر في اللعبة حتي النهاية، لكن إلي متي سيظل الإنسان متكئا علي الزيف، يدرك وكأنه لا يدرك، يعرف وكأنه لا يعرف، يحيا وكأنه في انتظار نهايته الفاجعة.. انتشى الانسان بـ قد واستطالت رغبته في ربما، قد و ربما هي اللعبة التي نحيا بها وكأنها استعارة الحياة…

 

استمتع !

 

قد و ربّما…

 

كأنك تتفرج على فيلم سخيفٍ. مرغما أن تفعل حتى النهاية.

 

ومع انك كنتَ تتابع بحماسِ ولهفة بداية الأمر، تتفاعل وتندمج مع الممثلين، تدخل الحكاية،تكبر معها، حتى تصبح بطلها، تستبيحُ الكلام والأحلام حتى تصدّق أو يبدو عليك ذلك، أنك وجدتَ الدور الذي يليق بك وأنك روّضت الحياةَ وربّيتها كفكرةٍ في فيلمٍ تصنعه إرادتك التي تكنس تعب الروح وتستنشق رذاذ الأمل كلّما مات بطلٌ ألبسته دورا آخر.

 

ومع الوقت تكتشف أنك تحولت إلى متفرج، لم يعد يدهشه شيء.

 

فالذين أخذوا الكلامَ والذين أخذوا الوطن، والذين أخذوا الأرض، أخذوا منكَ حتى مقعد المتفرج، ودون أن ينتبهوا لم يأخذوا نسيانك الذي مازال يركّب لك احتمالات حكاياتٍ كثيرة، ليست مُسليّةَ ولا حزينةً، ولا دمويةَ أو عاطفية..تصعد وحدك درج الحكاية، تتخطى العتبة، تفترش البلاط وتقعى، تتوارى خلف بابٍ موارب، كثير من اللغط والجلبة والصراخ خارجا، كثير من الاغنيات الكاذبة، كثير من الجدل، كثير من الموتِ..مازال الفيلم السخيف يأكل بعضه بعضا ومازالت الكلمات مجرد كلامٍ، ولكنك منشغل بعدّ حبات مسبحة الأيام الباقية وكيف عليك أن تترك الباب نصف مفتوح لــــ قد و ربّما…

اترك رد

آخر الأخبار