مشكلة الصمت الزوجى إيمان العادلى
إيمان العادلى
الصمت الزوجي أو(الخرس الزوجي) مشكلة يعاني منها بعض
الأزواج وهي مؤشر على فتور العلاقة الزوجية وجمودها لإن سلامة
التواصل الزوجي واستمراريته وصحته له أثر كبير في العلاقة الزوجية
وتماسكها واستمرارها وحصول التوافق الزوجي وقوته .
السكوت السلبي للزوجين وغياب لغة الحوار بينهما وأنشغال أو تشاغل كل منهما عن الآخر بأموره الخاصة وضعف التفاعل
اللفظي والعاطفي نتيجة لعدم وجود قواسم مشتركة بينهما
عدم وجود أهتمامات مشتركة من الشائع أن تنشغل الزوجة في أمور أولادها والأعمال المنزلية وعلاقاتها الاجتماعية مع
الأصدقاء والأقارب بينما الزوج ينشغل بعمله وأصدقائه وتصفح الإنترنت والبحث عن الجديد في عالم التكنولوجيا والسيارات
والرياضة وتدريجيا يقل الكلام بينهما بسبب عدم وجود شيء مشترك يتكلمان عنه وبالتالي يصاب الزوجان بالخرس الزوجي
أسباب الخرس الزوجي
هناك العديد من الأسباب وراء الصمت الزوجي يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أنواع:
أسباب شخصية
فقد يكون الصمت نتيجة اعتقادات ومفاهيم وخبرات يحملها الفرد وتؤثر في سلوكه نتيجة عادات وثقافات اجتماعية أو
مفاهيم دينية سلبية أو خبرات اكتسبها من المجتمع المحيط به قد يكون الصمت نتيجة تكوين الشخصية وتاريخها الأسري
:فهناك شخصيات تفضل الصمت بطبعها وهناك شخصيات تدفع الطرف الآخر للصمت مثل الشخصية الانطوائية
أسباب اجتماعية
ومن أبرزها :
قلة الكفاءة في أداء الأدوار الزوجيةو ضعف التأهيل لمسؤوليات الزواج وعدم المبالاة بواجباته مما ينعكس سلباً على تعامل الزوجين من بعضهما.
كثرة الخلافات بين الزوجين وذلك لأسباب عديدة منها العنف بين الزوجين بكافة أشكاله وافتقار أحد الزوجين أو كلاهما إلى أستخدام مهارات التواصل أو مهارات حل المشكلات
الانشغال بالتواصل مع الآخرين عبر الأجهزة الذكية وبرامج التواصل الاجتماعي والتي أصبحت تزاحم التواصل الزوجي داخل البيت.
أسباب اقتصادية وسياسية
الهموم والمشكلات الاقتصادية والضغوط المعيشية تحمل الأزواج على عدم الرغبة في الحديث والحوار لاسيما إذا كان الحوار يتعلق بالنفقات
يتناسـب الطـلاق العـاطفي عكـسيا مـع الحالـة الاقتـصادية فكلمـا أرتفعـت الحالـة الاقتـصادية قـل الطلاق العاطفي وكلما انخفضت الحالة الاقتصادية زاد الطلاق العاطفي
الإرهاب السياسي والذي يكرس ثقافة الصمت التي تقنع الفرد بأن الصمت أفضل وأسلم وثقافة الصبر وأنه أفضل من محاولة التغيير
علاج الخرس الزوجي
تعزيز ثقافة التواصل الفعال وفنون الحوار بين الزوجين،وبيان أهمية الحوار بين الزوجين واختيار أفضل العبارات لاسيما عند الخلاف في الرأي كما أمرنا تعالى فقال : ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾.
الأحترام المتبادل بين الزوجين
التعبير عن مشاعر الحب والاشباع العاطفي بجميع وسائله اللفظية والمادية والحسية
التوافق النفسي وتنمية روح الانسجام
تجنب الخلافات والمشاكل في لغة الحوار لخلق لغة حوار قائمة على التفاهم لابد أن يدرك الزوجان أن الشجار والعصبية لن توصلهما إلى نتيجة والأفضل هو محاولة إيجاد حلول مناسبة للخلافات بدلا من تبادل الاتهامات والاتفاق على التفكير
بعقلانية قبل اتخاذ أي قرارات وعدم الوقوف على الأمور التافهة وخلق مشاكل منها
التعامل برفق وحنان تكبر أحد الزوجين وتعاليه على الطرف الآخر ومعاملته بقسوة وعنف من أكبر أسباب الخرس الزوجي
لأن الطرف الذي يُعامل بقسوة يفضل الابتعاد والصمت لذلك لابد أن يفهم الزوجين أن الزواج مودة ورحمة كما قال الله تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً “
التحدث بصراحة في حالة شكوى أحد الطرفين من الطرف الآخر أو شعوره بما يضايقه لابد أن يتحدث بصراحة وبوضوح لأن كتم الشكوى والضيق وعدم التحدث عن المشكلة يضاعفها ويضعف العلاقة بين الزوجين.
تقبل الزوجين بعضهما البعض لا يوجد أحد خال من العيوب ولكن تقبل هذه العيوب هو أكبر أشكال الحب فتحتاج المرأة أن تشعر أن زوجها يقبلها ويقدرها بالرغم من عيوبها ويحتاج الرجل أن يشعر بالاهتمام حتى إذا لم يصرح بذلك وهذا التقرب يقوي العلاقة بينهما ويزيد تقاربهما ولا يصبح للخرس الزوجي مكان.
عدم أنشغال الزوجين عن بعضهما على الزوج والزوجة إيجاد اهتمامات مشتركة بينهما وعدم أنشغال كل منهما عن الآخر سواء أنشغال الزوجة بالأعمال المنزلية وتربية الأبناء أو أنشغال الزوج بعمله معظم الوقت ومشاهدة التليفزيون فمشاركة الزوج في تربية الأبناء يتيح للزوجة الوقت لتهتم بنفسها أكثر والتفرغ لإسعاد زوجها.