مساس أنثى
عمر أكرم يوسف أبو مغيث
_____________________
أنثى تتدلى
على عين القصيدة …
تصارعني … تبارزني …
تستحوذ أفكاري …
تستبد أحلامي …
تعبث في خيالي …
كانت ساجدة …
قد تركت الصلوات السبع …
وطقوس الزهد والفرض …
ووقفت على حدود عالمي …
إذ هي شاهقة كالتمارا …
ثوبها المخملي المزركش
يتهادى ….
يضفي من عليها شعرها الأسود
الغجري …
قد أصابتني بمس من الجنون
حتى عقلي قد احتارا …
تدعوني في عالمها …
….دعوة عشق …
…. فوق أحضاني …
وأنا أختلس نظرات عينيها …
فتهزمني بسهامها
وهي تتبارى …
ترسم بسمات على خديها
فلا تتوارى …
تتوق لي بشفتيها المذوبة
عسلا مصفى …
فما أذكى عطرها على
ثوبها المفتق …
هوى إليها القلب في صفحات
تتورق …
انحرف الفؤاد إلى مداها حتى
الشريان تمزق …
باتت عيني لا ترى
سواها …
رمتني بسهامها المتوهجة …
فخضعت نفسي حتى جسدي
لا يتخلى
…
الشوق الذي ناداها
في ممشاها أصبح
يتعذب …
إني رأيتها بجسدها
مغزولة كالحنط الأبيض …
ما أردت إلا أن أعناقها …
فلا أعتقها …. ولا تعتقني …
حتى يلبس الفؤاد
رداءها الموشح …
وأجوب بها بين نجوم السماء
ورواسي الأرض …
لتمنحني قواها العاتية
فلا أضعف …
وبين سفن العشاق المبحرة
نتمتم و نهذي حتى يقال
أنني أغرق …
فلا يجيب مسمعي
إلا صوتها الحنون
فأنا به مدثر …
أقسم بتفاصيلها
المفتونة …
ورغبتها المكتومة …
أن تكون صلواتي بخشوع
على جسدها المنحوت بالمعبد …
وأن أوزع لمساتي
وأنطقها آيات أستعيذ بها
في الغيب وفي المجهر …
فليس بمثيلها مساس أنثى .