اسلام محمد
صلاح الأمم يكمن في أخلاق أبنائها ويقظة ضمائرهم ، وتقدمها مرهون بالعمل وإعلاء المصلحة
الوطنية العامة على المصالح الخاصة .
لا شك أن يقظة الضمير أمر تسعى إليه الأمم والمجتمعات الراقية ، وأنه لا غنى عنه لصلاح الأمم
وتقدمها ورقيها ، فصلاح الأمم يكمن في أخلاق أبنائها ويقظة ضمائرهم ، كما أن تقدمها مرهون بالجد
والاجتهاد في العمل والإنتاج ، وإعلاء المصلحة الوطنية العامة على المصالح الخاصة ، والتحلي بقيم
العدل والإنصاف ، في الرضا والغضب ، والبعد بالنفس عن شوائب الهوى ، إذ لا يمكن لأمة أن تنهض بلا
أخلاق ، أو بلا قيم ، أو بلا ضمير إنساني حي ، كما أن الملك قد يدوم مع العدل والكفر ، ولا يدوم أبدا
مع الظلم ، فالظلم ظلمات ، والعدل ميزان الله الذي وضعه للخلق ونصبه لإقامة الحق .
كما أن الأمم لا يمكن أن تعيش منزوعة الإنسانية أو معدومة الضمير ، فما أحوج كل منا إلى مراجعة
نفسه ، ومحاسبتها أولا بأول قبل أن تحاسب من الخلق أو الخالق ، وإدراك كل منا أن أمامه يوما عظيما ،
” يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَإِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ” ، ” يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ
عَن وَالِدِهِ شَيْئًا ” ، ” يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِوَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ” ، ” الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا
كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ “، ” وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ” ، فالعاقل من أخذ من دنياه لآخرته ، وأعد للسفر الطويل
عدته ، ولَم تخدعه الأماني ، ولَم يغرّه بحلم الله الغرور
مرتبط
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.