تخيل أخى المسلم لو أنك دخلت النار ما يكون حالك وما هو طعامك وما هو شرابك وما هو لباسك وكيف تعيش فى هذه النار وكيف يكون مصيرك هل تخيلت
يوما انك فى النار انه شئ مهم يجب ان تفكر فيه حتى تتقى النار وتبتعد عنها وقال إبراهيم التَّيْمي: مثَّلتُ نفسي في النار، آكل من زقومها، وأشرَب من صديدها،
وأعالج سلاسلها وأغلالها، فقلت لنفسي: أي شيء تريدين؟ قالت: أريد أن أُرَدَّ إلى الدنيا فأعملَ صالحا، قال: فقلت: أنتِ في الأمنيةِ فاعملي فنحن في دار العمل،
والآخرة دار الجزاء، فلنـعمل بطاعـة الله قبـل أن نُصبح في عِداد الموتى، فنتمنى ولا مُجيب لنا.
إن كل يوم نعيشه هو غنيمة، بل كل لـحظة مـن لحظات أعـمارنا هـي غنيمة، فحذار من الغفلة والتهاون والتسويف، فإن غاية ما يتمناه الموتى في قبورهم،
الرجوع إلى الدنيا ليعملوا صالحا وليستدركوا ما فاتهم فيها.
ولكن لا سبيل لهم إلى ذلك البتة، ولا يُنظر في طلبهم ولا تُحقق أمانيهم.
لأنهم قد مُنحت لهم فرصة في هذه الحياة فلم يغتنموها.
فنصيحتي لك أيها المسلم: أن لا تُضيِّع أوقاتَ عُمرك فـي غير طاعـة الله لئلا تتحسر في يوم لا تنفع فيه الحسرة ولا الندامة.
فبادر يا عبد الله، واصرف ما بقي من عمرك في طاعة الله.
فإنك لو علمت ما بقي من أجلك لزهدت فـي طـول أملك، ولرِغبت فـي الزيادة من أعمالك، فاحذر زَللَ أقدامك، وخَفْ طولَ ندمك، واغتنم وجودَك قبل عدمك.
يا عبد الله، اجعل أمنيات – أماني الموتى في قلبك، علـى لسانـك، بين عينيك، اجعلها شعارا لك، فإنـها خيـر مُعين لك على فعلِ الخير والاستكثارِ منه والتسابُقِ إليه.
وتذكر كلما دعتك نفسك إلى معصية، تذكر أمنيات الموتى.
فاللهم أفقنا من سباتنا يا رب العالمين اللهم لا تجعلنا من الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا …