كتب/ أيمن بحر
السلاحف البحرية فى البحر الأحمر
تعد السلاحف البحرية من الأنواع الرئيسية فى النظام البيئى البحرى ولكنها مهددة بالأنقراض بشكل كبير حيث تم وضعها على قائمة الكائنات المهددة بالأنقراض من قبل الأتحاد الدولى للحفاظ على الطبيعة .
وتعتبر السلاحف البحرية من أقدم الزواحف التى تعيش على البحار والمحيطات وتلعب دوراً هاماً ورئيسياً فى عملية التنوع البيولوجى والسلسلة الغذائية، ويعيش فى البحر الأحمر 5 أنواع من هذه السلاحف منها 4 أنواع تم رصدهم بالساحل المصرى وهم:
1- السلحفاء الخضراء
2- السلحفاء صقرية المنقار .
3- السلحفاء جلدية الظهر .
4-السلحفاء كبيرة الرأس .
وتعتبر بعض من جزر البحر الأحمر من أهم مناطق التعشيش لهذه السلاحف .
تتميز السلاحف البحرية بقدرتها على الهجرة لمسافات بعيدة بين مواطن التغذية والتعشيش حيث تصل إلى مئات أو آلاف الكيلومترات ، كما أن السلاحف البحرية تقضى غالبية دورة حياتها في البحر حيث أن الإناث فقط هي التي تخرج إلى الشواطئ لحفر الأعشاش ووضع البيض بينما فى بعض الأحيان عندما يكون الجو باردا تخرج السلاحف إلى الشواطئ للتدفئة وللتعرض لأشعة الشمس.
دورة الحياة:
جميع السلاحف البحرية لها نفس دورة الحياة بينما خلال موسم التعشيش ما بعد الالتقاء بأسابيع قليلة تخرج الإناث البالغة المخصبة إلى الشواطئ لبناء الأعشاش ووضع البيض (كل 2-4 سنوات) ، الأنثى الواحدة قد تكون قادرة على حفر ما يقرب من ثمانية أعشاش خلال نفس الموسم تبعا للنوع ، وتقوم الإناث بالزحف على الرمال خلال فترات الليل حيث تختار بعناية المنطقة التي ستقوم بحفر العش بها، حيث تقوم السلاحف البحرية باستخدام زعانفها الأمامية والخلفية لحفر الأعشاش ، حيث تقوم بوضع ما بين 50-200 بيضة رخوة تبعا للنوع, ثم تقوم السلاحف بعد وضع البيض بعملية ردم العش والعودة زحفا نحو لشاطئ. وخلال أسابيع قليلة لاحقة (7-10 أسابيع) تبدأ عملية فقس البيض ليلا وتقوم صغار السلاحف بتكسير القشور الخارجية للبيض والزحف على سطح الرمال نحو الشاطئ، ثم تقوم صغار السلاحف بالسباحة سريعا إلى المياه العميقة مبتعدة عن المياه الضحلة حيث تستغرق عدة أيام وتسمى فى هذه الحالة “السلاحف السابحة بجنون” ، يقوم التيار بحمل هذه السلاحف إلى المياه المفتوحة حيث تعيش طافية على السطح وتتغذى مترممة فى هذه المرحلة من عمرها والتى تمتد لعقود من الزمن ، بعد هذه المرحلة المحيطية وعندما تصل صغار السلاحف لمرحلة كبيرة فى الحجم وبجسم قوى تسبح السلاحف نحو مناطق التغذية والتى يتوفر فيها تنوع كبير وكثيف من الغذاء مقارنة بالمياه المفتوحة حيث لا تغادر مناطق التغذية هذه على الإطلاق حتى تصل هذه السلاحف إلى عمر البلوغ وتكون لديها الطاقة الكافية المخزنة للقيام بالهجرة نحو مناطق التكاثر والتعشيش. وتهاجر ذكور وإناث السلاحف البحرية إلى مناطق التكاثر حيث يتم الالتقاء بين الذكور والإناث وحفر الأعشاش (في حالة الإناث). وقد تحتاج إناث السلاحف إلى الالتقاء مع أحد الذكور لتخصيب البيض خلال موسم التكاثر ، بينما تكون الذكور قادرة على الالتقاء وتخصيب العديد من الإناث قدر الإمكان. والذكور لها القدرة مثل الإناث على العودة إلى نفس مناطق الفقس التى خرجت منها ولكنها أيضا لها القدرة على التجول والتحرك فى مناطق أوسع وأكثر من الإناث. في حين أن الإناث المعششة لها القدرة على حفر ووضع البيض ما بين مرتان إلى سبع مرات خلال نفس الموسم بفترات بينية 10-15 يوم.
الحالة :
جميع أنواع السلاحف البحرية مدرجة على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة حيث أنها مصنفة ما بين أنواع مهددة بالانقراض وأخرى معرضة للانقراض , كما أنها جميعا مدرجة في الملحق الأول لاتفاقية التجارة للكائنات الحية بين الدول (السايتس) والتى تحتوى على الأنواع المحظور الاتجار بها أو بأجزاء منها ونقلها بين الدول.
السلاحف البحرية في البحر الأحمر :
يتواجد بالبحر الأحمر خمسة أنواع فقط من السبعة أنواع الموجودة عالميا وهى السلاحف الخضراء والسلاحف صقرية المنقار والسلاحف الزيتونية والسلاحف كبيرة الرأس والسلاحف جلدية الظهر. وتعتبر السلاحف الخضراء والسلاحف صقرية المنقار هي الأكثر شيوعا وانتشارا في البحر الأحمر ويمكن مشاهدتها بكثرة في مناطق التغذية ومناطق التعشيش على الساحل المصري للبحر الأحمر. ، ولقد أظهرت دراسة التعشيش في البحر الأحمر المصرى خلال سنوات عدة وبداية من ثمانينيات القرن الماضي أن أعلى تقدير للسلاحف المعششة فى البحر الأحمر كان حوتاي 1500 عش بالسواحل المصرية بينما كانت التقديرات المبدئية لا تتعدى حوالي 500 عش حول ساحل البحر الأحمر ككل فيما عدا سواحل أريتريا. كما أن مسارات السلاحف البحرية بين مناطق التعشيش والتغذية باستخدام أجهزة التتبع عن طريق القمر الصناعي معروفة عالميا كما أنه تم أستخدامها على سواحل البحر الأحمر ولكن بعدد محدود نظرا لبعض الصعوبات وارتفاع أسعار هذه الأجهزة بينما أكدت هذه الدراسات على أن السلاحف المعششة فى نفس المناطق تنتشر انتشار واسع بمناطق التغذية على طول السواحل بالبحر الأحمر.
وتعتبر دراسة والأبحاث حول السلاحف البحرية في سواحل البحر الأحمر محدودة جداً ولهذا هناك نقص في البيانات والمعلومات حول السلاحف البحرية في المنطقة. والتي يمكن استخدامها لتقدير حجم وكم وحالة السلاحف البحرية بالبحر الأحمر. إلا أن الدراسات التي تتم بواسطة قطاع محميات البحر الأحمر المصرية في واحدة من أهم مناطق التعشيش بالبحر الأحمر (جزيرة الزبرجد) والمستمرة منذ ما يقرب من 15 عاما أكدت على وجود اختلافات في أعداد الأعشاش السنوية وأعداد الإناث التى تقوم بالتعشيش سنويا على جزيرة الزبرجد التى تعد أهم مناطق التعشيش بالبحر الأحمر والذى تعتبر اختلافات طبيعية عالميا حيث أن هذه الاختلافات السنوية مسجلة عالميا بمناطق التعشيش العالمية نتيجة لعدم قيام السلاحف بالتعشيش سنويا وهجرتها من مناطق بعيدة كما أن السلاحف المعششة بالبحر الأحمر تعتبر عشيرة منفصلة عن تلك الموجودة خارج البحر الأحمر وهو ما اثبتته الدراسات التي تمت باستخدام أجهزة التتبع وعلامات الترقيم المعدنية بالإضافة إلى الدراسات الجينية.
ومؤخرا تمت دراسة وتقييم حالة وحجم عشيرة السلاحف المعششة بمناطق التعشيش جنوب البحر الأحمر المصرى حيث أثبتت الدراسة أن حالة السلاحف البحرية بالمناطق المحمية حيث تنعدم أو تقل المؤثرات البشرية بهذه المناطق جيدة مقارنة بالمناطق التي تزيد بها الأنشطة البشرية وأنشطة التنمية الساحلية حيث تم تقدير وجود حوالي 150 سلحفاة بأحد مناطق التغذية تلك بصفة دائمة وذلك تبعا لكم ونوعية الغذاء الموجود وحجم الموقع.
أهمية السلاحف البحرية :
تلعب السلاحف البحرية دورا هاما فى:
1) الحفاظ على الإتزان البيئي في الأنظمة البيئية
2) نقل المواد المغذية إلى الأنظمة البيئية الفقيرة .
3) تقديم ودعم بيئات هامة لبعض الأنواع .
4) تقديم ودعم دائم مستدام لسلسة الغذاء الرئيسية.
وبالإضافة إلى الأهمية البيئية للسلاحف البحرية توالى الاهتمام بالأهمية السياحية ودعم السياحة حيث أنه بدأت حاليا التسويق لمشاهدة السلاحف البحرية فى مناطق التغذية وهذه العملية تعكس مردودا هاما على النشاط السياحى والذى يصل إلى 80% من نسبة اجمالى الدخل لبعض المناطق الهامة.