العاصمة

مأساة ملعب هيلزبرة قبل إزالة الحواجز

0

إيمان العادلى

بعد هذه المأساة، الشهيرة بـ”مأساة ملعب هيلزبرة”، تمت إزالة الحواجز التي تفصل بين المدرجات والملاعب، لكن بعد أن قتل وأصيب أكثر من 800 مشجع في هذا اليوم المأساوي، وكان بين القتلى 37 مراهقا لم تتحمل أجسادهم الضعيفة هذا التكدس الرهيب، جزء من القتلى توفي في الملعب، وجزء في عربات الإٍسعاف، وجزء في المستشفيات، واعتبرت الكارثة الأسوأ في تاريخ الرياضة الإنجليزية

وبالنظر هذه الصورة المخيفة لن نجد الموتى فقط فالرجل في أقصى يمين الصورة، الذي يرتدي الجينز ويعطي لنا ظهره، تم إنقاذه لكنه قضى 20 عاما في العلاج التأهيلي، حتى صار يعيش بصورة شبه طبيعية، أما الرجل الأصلع الذي لا يظهر سوى ذراعه الضخم على اليسار، فقد كان واحدا من الـ 96 قتيلا في ذلك اليوم، 15 أبريل 1989، حين أدى تزاحم جماهير ليفربول ونوتنجهام في الممرات الضيقة، إلى تكدسهم ثم سحقهم في الأسلاك الحديدية التي كانت تفصل وقتها بين المدرجات والملعب خوفا من اقتحام جمهور الهوليجنز الإنجليزي الشهير للملاعب.

في البداية توجهت الاتهامات إلى الجمهور، ووصف رئيس الاتحاد الأوروبي أنصار ليفربول بأنهم وحوش، كان المعتقد في البداية أن الحادثة وقعت نتيجة شغب الجماهير، ولكن مع الوقت، وبعد تعيين “لجنة تايلور” للتحقيق في الكارثة، تبين أن ورائها أخطاء تنظيمية، تتعلق بصغر حجم المدرج، وبفتح وغلق الأبواب والممرات الفرعية في أوقات غير مناسبة، ونقص الأبواب الدوارة، وسوء نوعية الحواجز بين المدرجات، والفشل التام في أداء الشرطة التي اتهمت الجمهور بأنه كان ثملا.
اتهم “تقرير تايلور” كبار رجال الشرطة بأنهم كانوا “شهود زور” على التقصير الفادح الذي حصل، وقال إن المدرج الذي شهد الكارثة لم يكن ليسع أكثر من 1700 متفرج، بينما تم السماح بدخول أكثر من 3000 متفرج إليه.
بعد تكشف الحقيقة تدريجيا استقال رئيس الاتحاد الأوروبي الذي اتهم الجمهور بالمسؤولية، وبعد 27 عاما من المأساة اعتذرت الصحف الإنجليزية التي اتهمت الجمهور بالشغب، وفي 2012 اعترفت الشرطة البريطانية بتقصيرها في حماية المشجعين. وفي ديسمبر من العام نفسه اعتذر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إلى أسر الضحيايا واعتبر أن المشجعين كانوا ضحية افتراء من الإعلام والشرطة.
أما عن المباراة نفسها، فقد ألغيت يوم الكارثة، وتم اقتراح إلغاء البطولة (كأس الاتحاد الإنجليزي)، لكن الناديان، ليفربول ونوتنجهام، إعادا المباراة وهما يرتديان ملابس الحداد بعد ثلاثة أسابيع في 7 مايو 1989، وفاز ليفربول 1/3 ثم فاز في النهائي على إيفرتون.

اترك رد

آخر الأخبار