-للأستاذ الدكتور حسن عبد العال. متابعه احمد عبد الحميد
تعودنا فى بداية كل عام دراسى ، أن تعقد الكليات لقاء مع
طلابها الجدد الذين تطأ أقدامهم أرضها لأول مرة منتسبين اليها
والأقدمين من الطلاب الذين يوشك بعضهم أن يغادرها نهاية
هذا العام الدراسى الى سوق العمل — ان كان هناك عمل
— يحضر اللقاء عميد الكلية وأعضاء هيئة التدريس وأحيانا بعض قيادات الجامعة .
، ولا أدرى لماذا فى لقاء هذا العام قفزت إلى ذهنى — متجاوزة كل ما فيه من أفكار —
صورة كان قد رسمها الفنان اليونانى القديم ، وجسدها بكلماته الدكتور زكى نجيب محمود فى مقال له
، وكنت قد قرأت المقال . والصورة تصور التقاء عامين فى لحظة ، يدبر فيها ويولى عام ويقبل ويجىء عام
، فرسم الفنان رأسا بشريا برز من عنقه الواحد وجهان : أحدهما يتجه إلى ناحية والآخر يتجه إلى الناحية المضادة
، الوجه الأول لرجل شاخت ملامحه وتغضنت بشرته ، وأما الوجه الآخر فهو لشاب فى نضارة
العمر تشيع ابتسامة الأمل فى ملامحه .والصورة تحمل من المعانى الكثير .
والهدف من هذه اللقاءات بالطبع الترحيب بالقادمين الجدد ، والتعريف بالكليةات بكل عناصرها ، وإزالة الرهبة من قلوب الطلاب الجدد من مناخ جديد وبيئة يتنفسون هواءها أول مرة ، ويقدم فيها الأساتذة انفسهم لطلابهم ، والاستماع الى أسئلة الطلاب واجراء حوار مثمر وعميق معهم فى إطار من المودة والمرحمة ، يحمل المسؤولون فى هذا الحوار خبراتهم وتجاربهم وأفكارهم الى جيل الشباب الذين ترنو أبصارهم بالأمل الى مستقبل يعدهم ولا يتوعدهم .
وهذه اللقاءات تكاد يكون من الأعراف الجامعية التى تعارفت عليها الجامعات ، وتمارس فى بداية كل عام جامعى منذ سنوات ، وانا أعتقد أن نجاح هذه اللقاءات يمهد السبيل لعام دراسى يتكلل هو أيضا بالنجاح . ومن ثم فيجب التخطيط لها على نحو جيد والاعداد لها على نحو علمى دقيق ، ليتحقق الهدف المنشود منها
غير أن الواقع المشاهد يدل على أن هذه اللقاءات عادة ما تتم فى أغلب الكليات بدون اعداد مسبق ، أوتخطيط محكم ، دون تقديرللامكانات اللازمة لنجاحها ولا للوسائل المعينة عليها ، ومن ثم تتسم هذا اللقاءت رغم أهميتها بالعشوائية ، وتترك مجرياتها لتحكمها ظروف اللقاء ، وقد تحمل مفاجآت لم تكن فى حساب أصحابها . الأمر الذى قد يخلف آثارا وانطباعات سلبية عن الكلية .
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.