كيف نبر بوالدينا
إيمان العادلى
(الجزء الأول )
وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّۢ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا
بر الوالدين هو بذل العطاء والطاعة لهما والإحسان في معاملتهم بالصدق والتلطف وتفقد أحوالهما ومراعاة شؤونهما وطلاقة الوجه لهما، وتقديم كل معروف لأجلهما ودفع الضرر والأذى عنهما بالإضافة إلى أن طاعة الوالدين والإحسان إليهما من أهم الطاعات والقربات إلى الله تعالى وفي الآية الكريمة ربط الله بين طاعته وطاعة الوالدين والإحسان إليها
الآباء هم السبب الرئيسي لوجود الأبناء في الحياة فهما أصل سعاد الطفل وهم أصل الصفحة التي يمرون بها في حياتهم وللوالدين فضل كبير جداً لا يمكن حصره أو شرحه فهم يقدمون أنفسهم ضحية من أجل الأبناء وتعتبر نعمة الأب والأم من النعم الجليلة التي وهبها الله للإنسان حيث يمثل الأب والأم المصدر الأول والأخير للسعادة وسلامة الأبناء في هذه الحياة فمهما ذكرنا تضحيات الآباء فلن نستطيع إعطائهم حقهم
ويقول الله تعالى في القرآن الكريم ” وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ”. وهذه الآية دليل على فضل الوالدين لذلك فقد أوصى بهما القرآن الكريم وأوجب طاعتهم وشكرهما على تقديم حياتهم من أجلهم ولم تقتصر الدعوة إلى بر الوالدين على الدين الإسلامي حتى وإن كان هذا الدين هو من أعطاهم الحقوق الكاملة ولكن دعت كل الشرائع السماوية على البر بالآباء ومعاملتهم معاملة طيبة والقيام بتعويض الآباء عن عمرهم الذي وهبوه من أجل الأبناء
للوالدين الفضل الكبير على أبنائهما وهذا الفضل يستمر أثره طيلة حياة الأبناء فالأم التي تحمل وترضع وتربي أبناءها والأب الذي يعمل ويشقى لأجل تأمين لقمة العيش الكريم لأبنائه ويحرص على تعليمهم وتربيتهم أحسن تربية فينشأ الأبناء على أحسن الأخلاق وأفضل الصفات التي تعينهم في حياتهم وتحقق لهم مستقبلًا رائعًا فكان من حق الوالدين بعد كل ذلك أن يبرهما الأبناء ويحسنوا إليهما بالإضافة إلى أن بر الوالدين من رضا الله تعالى وطاعته لينال العبد القرب من الله ورضاه ويرزقه البركة في عمره وعمله فبرّ الوالدين من أحب الأعمال إلى الله تعالى كما أنّه من الطرق الموصلة بالعبد إلى الجنة، في الحياة الآخرة، كما أنّه سببٌ لرفع ذكر العبد في الحياة الدنيا والآخرة يعدّ البرّ
بالوالدين من أسباب تفريج الهموم والكروب وانشراح الصدور والنفوس
غدآ نكمل الجزء الأخير ودور الأم والأب ودور الأبناء
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.