العاصمة

كم انا … بقلم : نسرين يسري

0
كم انا ……….
الان حسب التوقيت المحلى لمدائن البشر يتغير الدور الموكل الى على مسرح احداث حياتى
الان ممكن ان التقط بعض انفاسى …
الان يعلن النداء علي مسرح احداث الحياة ….
حان الموعد …
حان موعد اطلاق سراح المرأة و الطفلة التى
بداخلى …
مسموح بشيء من الكلام و قليل من العناق و البكاء و ربما مسموح بإظهار بعض الضعف …
الالام عجيبة ..
عقلي لايريد ان يرتاح و كاننى تقمصت الدور هذه المرة ببراعة اكثر مما ينبغي ..
لا بد ان أصم اذانى عن كل الاصوات المحيطة بي …
كان لابد ان اصطحب الطفلة التى قد تبكى او تضطرب في لحظات الفزع الي غرفة بعيدة و
اكممها و أحكم وثاقها بشدة حتى لا تفلت وتشوش على عقلى …
و كان لا بد ان اصطحب الانثى المرهفة الهشة التى تتوق لمن يعانق ضعفها و يربت على كتفها و
يشاركها هذه اللحظات الى غرفة اخرى بعيدة و أغلق عليها جيدا حتى لا يلمح طرفها احد ..
الدور …!!
نعم الدور ..لكى تحمى شعور الاخرين بيك و تلك
الانا المسكينة و ترتدى قناع واقي من المشاعر و نرسم ابتسامة هادئة و نتحرك ببطء و ثقة لنلبى
نداء الواجب بحرارة و صدق ..
و لكن ليطمئن الاخرين فقط دون ان نسمح لأى
مخلوق ان ينزع القناع ابدا في غير وقته أو يقترب بغير حساب
أن تكون صاحب مسئولية فلابد ان تتدرب كيف تصبح ايضا ممثلا بارعا محترفا و تكون مؤدى
جيد لدورك المطلوب منك علي مسرح الاحداث في الحياة في هذه اللحظة…
تؤدى بامتياز و اتقان و تقمص مطلق للدور حتى يصدق المشاهدون انك انت صاحب هذا الدور و
انه منك و انت منه
شيء مؤلم جدا و شاق و شديد الصعوبة لا يفهمه
الا من مر به
كان لابد ان استجيب لها و كلماتها الرقيقة
و ارد بكلمات هادئة و ابتسامات و بعض الضحك الذي يردهم عن مساحاتى الخاصة حيث تسكن
تلك العاطفة الجياشة …
صعب …
لاول مرة اشعر إننى ضعيفة جدا و هشة جدا و
قوية جدا …
و لكننى انا التى لازلت في المنطقة الحرجة …
لا استطيع ان أهدأ و لا أستطيع ان اطلق سراح ضعفى ..
و كاننى تجمدت …
اقرا بعض الكلمات تشد روحى من مكمنها …
تلين مشاعرى بعض الشيء …
اتوضا و ادخل في حديث طويل مع من يملك قلبي
و عقلي و روحى و يعلم السر و اخفي …
وحدك انت الذي يعلم ما يحدث و يفهمه بحقه …
هل اديت دورى كما يليق بالدور الذي اوكلته لى
هل سيكون هناك اجرا لاحقا …
وحدك انت تعلم إننى لا أطمع منك في الكثير …
فلم اكن ابدا المرأة التى تبهرها المظاهر او
المجوهرات …
و لا الفتاة التى تريد عاشقا ولها يتغزل فيها …
لم اكن فقط الا روح بسيطة تحب الحياة و الناس ببساطة و تحب الحب و تشتهى السلام …
فقط ذلك السلام الذي لا يعرف حقد و لا كراهية و لا ألاعيب نفسية معقدة …
وحدك انت الذي أبكى بين يديه بحرارة و تحتوينى كلماتك ..
وحدك انت الذي يعلم كيف يربت على روحى …
رحلتى كانت غير تقليدية و لكن لانها من تدبيرك
فانا احبها و استمتع بها و بفك شفرات رسائلها بعد ان تمر الصعوبات …
فظنى فيك دوما يا سندى جميل …
اخيرا انطلقت الروح من محبسها و سالت قطراتها
علي ورقى لتخبر الحرف بالموعد الجديد ..
الان اكتب …
الان فهمت …
كم انا ………

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

آخر الأخبار